صحيفة إسبانية: مدريد تتابع باهتمام لجوء المغرب للاستمطار الصناعي بهدف السير على خطاه في مجال مكافحة الجفاف
قالت صحيفة "إيكوتيسياس" الإسبانية المتخصصة في أخبار الاقتصاد، إن مدريد تتابع باهتمام لجوء المغرب في السنوات الأخيرة لعمليات تلقيح السحب بهدف الاستمطار، لمكافحة شح التساقطات المطرية وما ينتج عنه من جفاف ومن تداعيات سلبية على القطاع الفلاحي.
وحسب تقرير لذات الصحيفة، فإن إسبانيا تريد معرفة نتائج هذه الخطوة التي أقدم عليها المغرب، خاصة في ظل وجود بعض المخاطر المتعلقة بإمكانية حدوث تساقطات مطرية غزيرة تؤدي إلى حدوث فيضانات نتيجة تلقيح السحب في بعض الحالات.
وأضافت "إيكوتيسياس"، أن إسبانيا في ذات الوقت بدورها تعاني مثل المغرب في بعض السنوات من شح التساقطات المطرية، مما يدفعها للتفكير في اتخاذ بعض التدابير، على غرار الاستمطار الصناعي الذي يقوم به المغرب في السنوات الأخيرة للرفع من نسبة التساقطات المطرية.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب كان قد قرر ابتداء من نونبر 2021، البدء في عمليات تلقيح السحب بمواد كيميائية، سبق لوزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن أكد بأنها لا تحمل ضررا على البيئة ويمكن أن تستهدف السحب الباردة البالغة درجة حرارتها خمس درجات مائوية تحت الصفر وأيضا السحب الدافئة.
وكان المغرب قد نفذ بين نونبر ودجنبر 2021، 5 عمليات تلقيح للسحب، بهدف الرفع من كمية التساقطات إلى نسبة أقصاها 17 بالمائة، ووفق معطيات كانت قد حصلت عليها "الصحيفة" فإن الجهة المخول لها القيام بهذه العمليات هي القوات المسلحة الملكية عن طريق طياريها العسكريين وخبرائها التقنيين، إلى جانب عناصر الدرك الملكي، عبر برنامج يسمى "غيث" والذي شرع المغرب في تنفيذه ذاتيا ابتداء من سنة 1996 بعد شراكة كانت قد جمعته بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وعادة ما يختار المغرب منطقة الأطلس لتنفيذ هذه العملية عبر 3 محطات هي بني ملال والحاجب وأزيلال على اعتبار أنها تعرف تشكل السحب المناسبة لعملية التلقيح، وتتطلب تنسيقا بين مصالح الأرصاد الجوية والدرك الملكي اللتان تحددان، عبر إمكاناتهما التقنية واللوجيستية وانطلاقا من تنبؤات الأقمار الاصطناعية، الموعد المناسب للتنفيذ، قبل أن يأتي الدور على القوات الجوية التي تلقح السحب بمادة "يودير الفضة" أو ملح "كلورير الصوديوم" حسب درجة حرارتها.
وتأتي هذه الخطوة من المغرب، في ظل الشح الكبير الذي تعرفه التساقطات في البلاد، في السنوات الأخيرة، حيث لم تشهد المملكة تساقطات مطرية غزيرة كافية لإنعاش آمال الفاعلين في القطاع الفلاحي، الأمر الذي يُنذر بالجفاف وبمردودية فلاحية جد ضعيفة، في حالة عدم التدخل لإيجاد حلول.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :