الحكومة الموريتانية تُدافع عن ظهور ولد الغزواني إلى جانب نظيره الاسرائيلي.. وتؤكد: "لم يكن الأمر مرتّبا"
خرجت الحكومة الموريتانية أخيرا عن صمتها، إزاء الجدل الذي أثارته صورة وقوف الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني إلى جانب رئيس إسرائيل أثناء إحياء الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية ضد التونسي في رواندا، مؤكدة أن الأمر كان خارج تحكّم رئيس الدولة، وغير متحكّم فيه.
ودافعت الحكومة الموريتانيا على لسان وزير البترول والطاقة والمعادن، والناطق باسم الحكومة الموريتانية، الناني ولد اشروقه عن ظهور رئيس الجمهورية، في الصورة الجماعية وهو يقف في صف رئيس دولة إسرائيل إسحاق هرتسوغ خلال وجودهما معا فى العاصمة الرواندية كيغالي يوم الأحد 7 أبريل الجاري، إذ شدّد على أن الأمر "لا يتحكم فيه رئيس الجمهورية ولا دخل له ولا لغيره فيه".
وأوضح المسؤول الحكومي الموريتاني، خلال مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة انواكشوط، أن الرئيس ولد الغزواني، بوصفه رئيسا للإتحاد الأفريقي، جاء إلى حفل تخليد ذكرى إبادة الأقليات فى الرواندا حيث يحضر نفس الحفل رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوك، موردا أن مثل هذه المناسبات دائما ما يحضرها الكثير من رؤساء العالم، وأن الرئيس ولد الغزواني لم يعقد أي لقاء ثنائي مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوك.
وأثارت صورة ظهر فيها الرئيس ولد الشيخ الغزواني في صف مع رئيس إسرائيل خلال حضورهما مراسيم إحياء ذكرى مرور ثلاثين عاماً على الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994، جدلا واسعا داخل موريتانيا، كما تعرض ولد الغزواني للانتقاد الواسع من الأحزاب السياسة المعارضة في بلاده.
وخرج حزب "الصواب" الموريتاني، بتصريحات نارية ضد رئيس البلد، إذ وصف الصورة بـ"تشويه لموريتانيا "التي وقفت بشكل حازم شعبا وحكومة إلى جانب كفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة منذ 1948".
ورأى الحزب في بيان نشرت وكالة الأخبار المستقلة نسخة منه أن الصورة التي جمعتهما "تزيد من تكسير الحاجز النفسي بين قارتنا وشعوبها مع القتلة ومرتكبي المجازر البشرية التي كانت ممارستها التاريخية هي السبب في سفر الرئيس إلى رواندا، فكيف يكون الأمر مع من يمارس أبشع صورها الآن على أرض فلسطين السليبة؟".
وشدّد الحزب وفق نفص المصدر على أن دعوة رئيس الكيان الصهيوني "والوقوف إلى جانبه اعتراف بقبوله وأسس وجوده السياسي والدبلوماسي والإيديولوجي في قارة تتولى بلادنا رئاستها الدورية وكان منتظرا أن تلعب هذه الرئاسة دورا مشهودا في تقليص مساحة الحضور الصهيوني في إفريقيا بدل تشجيعه الرمزي".
وتُحيي رواندا، الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية ضد التوتسي في مراسم حضرها رؤوساء حاليون وسابقون وممثلون عن أكثر من 37 دولة أفريقية وأوروبية وعربية، ومنظمات إقليمية ودولية.
وأحيا الروانديون ذكرى الإبادة في موقع "غيسوزي"، الذي دُفن فيه قرابة 250 ألف ضحية قتلوا خلال 100 يوم من المجازر، وتحول إلى موقع تذكاري يوثق قصص الضحايا ويضم صورا وممتلكات شخصية تمكنت لجان التوثيق من جمعها منذ بدء العمل المؤسساتي لتأريخ الإبادة عام 2000.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :