خيبة جبهة البوليساريو تتعمق بعد تجاهل بيدرو سانشيز الحديث عن موضوع الصحراء "بشكل منفصل" عن المغرب
تجاهل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الحديث عن قضية الصحراء بشكل منفصل عن المغرب خلال حضوره أمس الأربعاء لجلسة في البرلمان للإجابة عن أسئلة أحزاب المعارضة، وهو ما خلف خيبة جديدة لجبهة البوليساريو الانفصالية التي كانت تنتظر إجابات سانشيز على مجموعة من الأسئلة التي همت تلك القضية.
وتحدث سانشيز خلال كلمته بالبرلمان الإسباني، على "تميز" العلاقات التي تجمع بين إسبانيا والمغرب بشكل عام، مشيرا إلى مجالات التعاون العديدة التي تعززت بزيارته الأخيرة إلى المغرب في فبراير الماضي، من بينها الهجرة والتجارة ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى التعاون في المجالين الثقافي والرياضي، مثل التحضير المشترك لكأس العالم 2030.
وأعرب العديد من الموالين لجبهة البوليساريو الانفصالية، عن استيائهم من تجاهل سانشيز الرد على بعض أسئلة أحزاب المعارضة المتعلقة بموقف إسبانيا من قضية الصحراء، ولا سيما أن هذا التجاهل، يؤكد أن مدريد تجاوزت هذا الموضوع، ولم تعد تفصل بين المغرب وصحرائه، تماشيا مع موقفها الداعم للرباط في هذه القضية.
كما رحب بيدرو سانشيز خلال حضور في البرلمان بـ "تحسين" التعاون في المسائل الأمنية والمالية والتجارية بين المغرب وإسبانيا، وقال في هذا السياق، "نحن المورد التجاري الأول للمغرب الذي يشكل منصة نمو مهمة للمقاولات الإسبانية، حيث يتم تطوير مشاريع كبرى في مجال الطاقة المتجددة وتدبير المياه والبنية التحتية والنقل"، وخلص إلى القول "إن رخاء المغرب سوف ينعكس على ازدهارنا".
وتشهد العلاقات المغربية الإسبانية، واحدة من أفضل الفترات في تاريخ البلدين، خاصة بعد إعلان بيدرو سانشيز في مارس 2022، عن دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، وهو الأمر الذي رحبت به الرباط ودفعها لتحسين علاقاتها أكثر مع مدريد.
وبالرغم من الضغوطات التي مارستها الجزائر على إسبانيا، سواء من الناحيتين السياسية أو الاقتصادية، لدفعها إلى التراجع عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، إلا أن الحكومة الإسبانية ظلت متشبثة بموقفها، دون تسجيل أي تراجع في هذا الجانب.
وكانت آمال الجزائر وجبهة البوليساريو قد خابت بشكل كبير بعد إعادة انتخاب بيدرو سانشيز رئيسا للحكومة الإسبانية لأربع سنوات أخرى العام الماضي، حيث أن إعادة انتخابه كانت تعني بشكل مباشر، استمرار العلاقات الجيدة مع المغرب دون أي إمكانية لتغيير الموقف الإسباني المتعلق بقضية الصحراء المغربية.