قيس سعيّد يلغي زيارته لموريتانيا كرد فعل على رفض نواكشوط حضور دورة اجتماع التكتل المغاربي بدون المغرب
في خطوة غير متوقعة، قرر الرئيس التونسي قيس سعيد وبصفة مفاجئة تأجيل زيارته الرسمية الأولى إلى موريتانيا التي كان يحضر لها منذ أشهر إلى أجل غير مسمى، وذلك على خلفية رفض رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، المشاركة في اتحاد مغاربي يُقصي المغرب، وفق معطيات تخص هذا الإلغاء.
وكان كل من رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، وتونس قيس سعيد وليبيا محمد المنفي، قد التقوا في الجزائر، واتفقوا على عقد لقاء دوري يجمعهم كل 3 أشهر، يبحث مسائل التكامل الاقتصادي والتحديات التي تواجهها الدول التي ترتبط معا بحدود شاسعة، في ظل أوضاع إقليمية مضطربة، وهو التكتل الذي رفض الرئيس الموريتاني ولوجه في غياب المغرب، قبل أن تنسحب منه ليبيا بدورها.
ويبدو أن رفع الرئيس الموريتاني، للفيتو في وجه دورة تونس من الاجتماعات المغاربية (الجزائر ، تونس ، ليبيا) التى تقصى المملكة المغربية، قد أزعج الرئيس التونسي الذي أقدم على إلغاء زيارته إلى نواكشوط كرد فعل، خصوصا وأن ولد الغزواني امتنع كذلك، عن حضور اجتماع مغاربي مماثل، دعا إليه رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، شهر مارس الماضي بالعاصمة الجزائر، وفق مصادر إعلامية.
وبحسب مراقبين، فإن رفض موريتانيا حضور اجتماع ما بعد رمضان فى تونس، يأتي تأكيدا على قرارها الثابت، بعدم المشاركة في اجتماعات ذات طابع مغاربي لا يحضرها المغرب.
وكانت رئاسة الجمهورية التونسية، قد أعلنت مطلع العام الجاري على هامش استقبال رئيسها قيس سعيّد، لمحمد سالم ولد مرزوك، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، عن زيارة مرتقبة إلى نواكشوط شهر أبريل الجاري.
و أشاد رئيس الجمهورية التونسية وقتها، بمتانة العلاقات المتميّزة والصلات الحضارية المتجذّرة التي تجمع تونس بموريتانيا، واستحضر، في هذا الإطار، محطات من التاريخ المشترك للبلدين خاصة وأن تونس كانت أول دولة اعترفت باستقلال موريتانيا في نونبر 1960.
وراهن البلدان المغاربيان في بلاغهما المشترك، عل هذه الزيارة من أجل إعطاء دفعة جديدة لعلاقات الشراكة لا فقط في مجالات التعاون التقليدية، ولكن أيضا في قطاعات جديدة وواعدة على غرار الغاز والحديد وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وفق المصدر ذاته.
كما كانت هذه المحادثة فرصة شدّد من خلالها رئيس الجمهورية على اعتزاز تونس ببعدها الإفريقي وحرصها على المساهمة الفاعلة في تطوير العمل المشترك وتعزيز فرص التشاور والتوافق بين الدول الإفريقية، على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، من أجل تحقيق تطلعات شعوب القارة وأحلامها، وفق المصدر ذاته.
وجاء في حديث محمد سالم ولد مرزوك في فيديو نشرته صفحة رئاسة الجمهورية أنه نقل الى سعيد تحيات الرئيس الموريتاني محمد الغزواني، مشيرا الى التحديات الراهنة على المستوى العربي والافريقي والدولي وخاصة تعدد التوترات المتصاعدة عالميا و"حرب الابادة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية" حيث أكد تطابق وجهتي نظر القائدين، سعيد والغزواني، حول القضية الفلسطينية.
يذكر أن آخر زيارة لرئيس تونسي إلى موريتانيا كانت تلك التي قام بها المنصف المرزوقي سنة 2012 وكانت موريتانيا حينها في عهدة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بينما آخر زيارة يؤديها رئيس موريتاني إلى تونس كانت خلال مارس 2019 عندما شارك الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بأشغال القمة العربية التي أقيمت بتونس حينها.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :