هل هي فضيحة جديدة للخطوط الملكية المغربية؟.. "مُؤثرة" تحتفل على متن رحلة من الدار البيضاء إلى ميامي بإشعال شموع على كعكة احتفال بعيد زواجها في خرق مُرعب لقواعد سلامة الطيران
في حلقة جديدة من مسلسل فضائح الخطوط الملكية المغربية، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات وصور توثّق لاحتفال بالشموع على متن رحلة طيران تابعة لـ "لارام" يوم الخميس 11 من شهر أبريل الجاري كانت متوجّهة من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء إلى مطار ميامي الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية، بطلتها مؤثرة مغربية، أراد زوجها الاحتفال بذكرى زواجهما على متن الرحلة.
وجرى تداول مقطع فيديو صادم بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت فيه مؤثرة وخبيرة تجميل تدعى سونيا النكادي بمعية زوجها وأبنائهما وهم محاطون بأصدقائهم وطاقم ومضيفات الخطوط الملكية المغربية، التي خصّتهم بحفل استثنائي، على متن إحدى مقصورة الرحلة الرابطة بين الدار البيضاء و ميامي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وظهر طاقم الطائرة بما فيه المُضيفات، ممن يُفترض قانونيا أن يسهروا على ضمان التزام الركاب بالسلوك المناسب واحترام قواعد الطيران طيلة فترة الرحلة، غير أنهم تفرغوا بشكل شبه تام لـ"إسعاد" هذه "المؤثرة"، حيث تم تقديم كعكة الاحتفال مزيّنة بشموع مُشتعلة، مع تقديم الورود والمشروبات بهذه المناسية التي شاركت فيها خبيرة التجميل الاحتفال مع زوجها وأبنائها بنوع من الرقص والغناء على متن الرحلة، وهو ما يتعارض بالمُطلق مع قواعد سلامة الطيران، وواجب الاحترام المفروض لباقي الركاب، حيث استنكر عدد منهم الواقعة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين بأنهم فوجئوا تماما بتحول الرحلة إلى منصة للاحتفال في استهتار تام بسلامتهم واللوائح المعمول بها في مختلف شركات الطيران الدولية.
وعلى الرغم من ارتفاع مطالب عدد من الركاب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة فتح تحقيق رسمي في الحادثة للتحقق من تفاصيلها واتخاذ الإجراءات اللازمة بصرامة في حالة تأكدت الانتهاكات واتساع رقعة الغضب والاستياء التي باتت تمس سمعة أمن وسلامة الناقل الوطني، فضّلت الخطوط الملكية المغربية التزام الصمت رافضة الإدلاء بأي تصريح أو توضيح حول الواقعة.
وحاولت "الصحيفة" من جانبها، التواصل مرارا مع الخطوط الملكية المغربية، حيث تم الاتصال بعبد الحميد عدو رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الملكية المغربية ورئيسها التنفيذي، كما اتصلنا بمدير التواصل مع الصحافة لدى الشركة، عبد الحكيم شالوط، لمعرفة وجهة نظرهم والإجراءات التي اتخذتها الخطوط الملكية المغربية في هذه الواقعة، خصوصا وأن الاحتفال عرف إشعال الشموع على متن الرحلة الجوية، وهو ما جعل الركاب يشعرون بنوع من الرعب على سلامتهم، غير أن المعنيين بالأمر رفضوا التواصل في الموضوع بالرغم مع الاتصالات المتوالية وترك رسائل نصية على هواتفهم الخاصة.
وباتت هذه الواقعة تتهدّد أكثر سمعة الناقل الوطني الأول الذي يواجه أساسا صعوبات بسبب تصاعد وتيرة المنافسة من جهة وتوالي ما وصف إعلاميا بالفضائح خارج إطار القانون، وهو ما كان يفرض إلزاما على الخطوط الملكية المغربية الخروج بإيضاحات والإمعان في تحقيق التواصل من خلال اتخاذ إجراءات تصحيحية بعد هذا الكم من الانتقادات، مع الاعلان عن فتح تحقيق داخلي واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار الواقعة التي تمس بسلامة وراحة الركاب والحفاظ على سمعة الشركة.
ويأتي هذا، تزامنا مع بلوغ المنافسة ذروتها إقليميا بين شرطات الطيران الإقليمية، حيث تدحرجت الخطوط الملكية المغربية من موقعها الريادي في عدد الرحلات الجوية والركاب المنقولين لعام 2022، من المرتبة الثالثة أفريقيا إلى الخامسة في عام 2023، وفق التصنيف الجديد، الذي اعدته AFRICA Facts Zone.
وأورد التصنيف أن الخطوط الجوية الإثيوبية ومصر للطيران وشركة الخطوط الجوية المغربية، كانوا الناقلين الرائدين الأوائل في عدد الرحلات الجوية والركاب المنقولين لعام 2022. لكن حصل تغيير ملحوظ في عام 2023، بعدما دخلت الخطوط الجوية الجزائرية على الخط وباتت تحتل المرتبة الثالثة بين شركات الطيران الإفريقية، لتكون ضمن أفضل 3 أساطيل طيران في إفريقيا، في حين تراجعت الخطوط الملكية المغربية إلى المركز الخامس.
ولم تعد الخطوط الجوية الإثيوبية رقم 1 في إفريقيا، حيث نقلت 13.89 مليون مسافر في عام 2023، وقد أزاحتها شركة Air Peace النيجيرية، التي نقلت 14 مليون مسافر، ونقلت الخطوط الجوية الجزائرية 7.2 مليون مسافر العام الماضي، ومصر للطيران 6.4 مليون، والخطوط الجوية الكينية، أما "لارام"، فقد نقلت 5 ملايين، والخطوط الجوية الجنوب إفريقية 4.6 مليون، والخطوط التونسية 2.474 مليون.
ولا تعد مقاطع المؤثرة المغربية، هي المرة الأولى التي تكشف واقع الفضائح والفوضى المرتبطة بسوء التسيير في "لارام"، فقد توالت منذ بداية العام الجاري، إذ أنه في شهر فبراير الماضي ضبطت الجمارك بمطار محمد الخامس الدولي مئات العلب ومواد التجميل المهربة بإحدى الطائرات التابعة للخطوط الملكية المغربية التي كانت تؤمن رحلة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى المغرب.
ووفق مصادر جمركية، فقد تم الشكوك في مضيفتان تابعتان للشركة بعدما حاولتا إدخال حقائب كبيرة دون تفتيشها وفق القواعد المتبعة، وهو ما جعل الجمارك تباشر التدقيق في هذه الحقائب التابعة لمضيفتين تابعيتن لـ"لارام"، ليتم العثور على مئات العلب ومواد التجميل المحضور دخولها إلى المغرب دون تصاريح من وزارة الصحة، والتعشير عليها وفق القواعد القانونية، كما باشرت الجمارك على اثر ذلك إعلام السلطات المعنية، وبتنسيق مع مهندسين في المطار تم إخراج جميع المحتويات المتعلقة بهذه المواد حيث فتح تحقيق في النازلة.
وكانت ممثلة إباحية أمريكية بدورها، قد فجرت فضيحة من العيار الثقيل لشركة الخطوط الملكية المغربية، بعدما نشرت صورها على متن إحدى طائراتها رفقة اثنين من طاقمها وهي في أوضاع غير أخلاقية، الشيء الذي دفع الشركة إلى تقديم اعتذار علني لزبنائها ومعاقبة المتورطين.
وقبل ذلك، كشفت مواطنة أمريكية حلت بالمغرب، عن فضيحة جديدة تنضاف إلى قائمة فضائح "الخطوط الملكية المغربية،" إذ نشرت عبر حسابها الشخصي على الفيسبوك رسالة توصلت بها من أحد موظفي الشرطة بعدما استغل معطياتها الشخصية التي من المفروض أنه من الممنوع استعمالها لأغراض غير مهنية.
ونشرت الشابة الأمريكية التي تدعى "ماريا غرادستون" نص الرسالة التي توصلت بها عبر "الوتساب" من المعني بالأمر، والذي يقول فيها إنه في العادة يمنع على الموظفين استخدام المعطيات الشخصية للمسافرين، لكنه عندما رآها خلال وصولها إلى مطار الدار البيضاء قرر "المغامرة" وقام بأخذ رقمها من قائمة بياناتها وقرر بعث رسالة لها.
وقبلها أيضا، سجلت الشركة فضيحة عابرة للحدود، حيث عثر العشرات من المسافرين القادمين على متن طائرات "لارام" من مصر والمغرب إلى مقاطعة كيبيك الكندية، على حقائبهم وأغراضهم الشخصية في مركز للبيع العلني بعد اختفائها، وذلك بسبب تخزينها، على غير العادة، من طرف الناقل الوطني المغربي إلى مستودع خارج مطار مونريال دون تحديد إجراءات استلامها.
وفجر موقع TVA Nouvelles الكندي هذه الفضيحة، يوم 27 يناير 2024، حين كشف أن 25 مسافرا على متن الخطوط الملكية المغربية فقدوا حقائبهم عند وصولهم إلى مطار مونريال، وبعد 3 أسابيع من ذلك اكتشف أحد المسافرين، عبر جهاز Air Tag الخاص بتتبع الأغراض الذي طورته شركة "آبل"، أن أشياءه معروضة للبيع في مركز للتصفية بمنطقة شيربروك.
وكشف التقرير أن المسافر ذهب إلى العنوان المحدد في التطبيق، ليُصدم بأن حقائبه توجد بالفعل هناك وهي قيد التصفية، وقال إنه عند وصوله وجد المكان مليئا بحقائب السفر وإلى جانبها بائعون، وعثر على متعلقاته الشخصية، في حين اشتكى أحد المسافرين الذين تحدثوا إلى الصحيفة الكندية أن الخطوط الملكية المغربية لم تتعاون معهم ولم تستجب لمراسلاتهم.
وفي اليوم الموالي لنشر التقرير، أي بتاريخ 28 يناير 2024، استدعت شركة مطارات مونريال مسؤولي الخطوط الملكية المغربية، محملة إياها مسؤولية ما جرى، في حين توجه العشرات من المسافرين إلى المخزن للبحث عن حقائبهم، وقال بعضهم إنه بالفعل عثر على متعلقاته لكنه وجدها في حالة سيئة، كما اتضح أن مركز التصفية ليس الوحيد الذي استقبل تلك الحقائب.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :