في ظل الأزمة مع أبوظبي والرباط.. عزم شركة "طاقة" الإماراتية الاستحواذ على شركة إسبانية للغاز تملك نصف حقوق أنبوب الغاز الجزائري
أعلنت شركة "طاقة" الإماراتية، عن إجراءات مفاوضات مع المساهمين في شركة "ناتورجي" الإسبانية المتخصصة في الغاز والطاقة، من أجل اتمام صفقة الاستحواذ على غالبية رأسمالها، وهو الأمر الذي يثير قلقا في الجزائر، على اعتبار أن "ناتورجي" هي من أبرز الشركات الإسبانية التي لها اتفاقيات معها بخصوص توريد الغاز إلى إسبانيا، كما تملك حقوق ملكية أنبوب الغاز بين الجزائر وإسبانيا.
وقالت تقارير إعلامية إسبانية، إن إثنين من المساهمين في "ناتورجي" وهما صندوقا الاستثمار "جي آي بي" و"سي في سي"، اللذان يلمكان 20 بالمائة من رأسمال الشركة، أعربا عن موافقتهما لبيع حصصهما لشركة "طاقة" الإماراتية، في حين أن المساهمين الآخرين لا زالت نتائج المفاوضات بينهم وبين شركة "طاقة" غير واضحة إلى حدود الساعة.
وأضافت التقارير نفسها، أنه بعد التوصل إلى اتفاق نهائي بين "طاقة" وباقي المساهمين في "ناتورجي"، فإن العملية تحتاج في النهاية موافقة الحكومة الإسبانية، بالنظر إلى أن أي استحواذ أجنبي لرأسمال شركة إسبانية بنسبة تفوق 30 بالمائة، تتطلب موافقة الحكومة، من أجل ضمان مصلحة البلاد.
وأشارت المصادر نفسها في هذا السياق، أن الحكومة الإسبانية قد تجد صيغة للحصول على نسبة من رأسمال الشركة من أجل ابقائها تحت السيادة الإسبانية، بالرغم من أن غالبية رأسمال الشركة سيكون لدى شركة "طاقة" في حالة تمت صفقة الاستحواذ.
وقالت الصحافة الإسبانية، إن هذه الصفقة من المتوقع أن تثير القلق في الجزائر، بالنظر إلى أزمة الأخيرة مع كل من أبوظبي والرباط، حيث تتهم الجزائر الإمارات العربية المتحدة بتهديد مصالحها في منطقة الساحل، وفي نفس الوقت، تدعم المغرب في قضية الصحراء.
وأشارت الصحافة الإسبانية إلى وجود توجس من أن المغرب يدعم هذه الصفقة، لكون أن دخول الإمارات العربية المتحدة كفاعل مؤثر في قطاع الطاقة في إسبانيا، وبالأخص في مجال الغاز، قد يضمن امدادات الغاز نحو المغرب من إسبانيا، ومن بينها الغاز الجزائري الذي تفرض الجزائر على الشركات الإسبانية المستوردة عدم تحويله إلى المغرب.
كما أن شركة "سوناطراك" الجزائرية التابعة للدولة، وفق المصادر الصحافية الإسبانية، تملك نسبة 5 بالمائة من رأسمال شركة "ناتورجي"، وبالتالي لا يُعرف مصير هذه الشراكة الجزائرية الإسبانية في "ناتورجي" في حالة استحواذ شركة "طاقة" على غالبية رأسمالها.
وتجدر الإشارة إلى أن "ناتورجي" تُعتبر هي الشريك الإسباني الأول لشركة "سوناطراك" الجزائرية، وهي التي تستورد أكبر حصص الغاز الجزائري إلى إسبانيا، وبالتالي فإن تحول هذه الشركة إلى يد الإمارات، يضع الجزائر أمام تساؤلات حول مستقبل الشراكة مع هذه الشركة.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :