وزير خارجية إسبانيا: ما يقوم به الحزب الشعبي بشأن موقف مدريد من قضية الصحراء هو "مسرح" سياسي
وصف وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، اليوم الاثنين، تحركات الحزب الشعبي الإسباني المعارض، بشأن موقف إسبانيا من قضية الصحراء الذي تدعم من خلاله مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع، بـ"المسرح الصغير"، في إشارة إلى استغلال الحزب المذكور لهذه القضية لحساباته السياسية.
وجاء تصريح ألباريس خلال رده أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإسباني، عندما أعربت المتحدث باسم الحزب الشعبي في هذه اللجنة، بيلار روخو، عن رفض حزبها لموقف إسبانيا الداعم للمغرب في قضية الصحراء، ومطالبته للحكومة بالتراجع إلى موقف "الحياد" السابق.
وقال ألباريس، وفق ما أوردته الصحافة الإسبانية، بأن الحزب الشعبي لم يُقدم أي شيء في هذه القضية عندما كان يتولى الحكومة الإسبانية في عهد ماريانو راخوي، وأضاف في نفس السياق، بأن هذا الحزب لم يُقدم أي شيء في برنامجه الانتخابي في الانتخابات العامة ليوليوز الماضي، وأي إشارة إلى "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".
وأشار وزير الخارجية الإسباني، من خلال كلامه، بأن الحزب الشعبي يستغل هذه القضية لحساباته السياسية فقط، في حين أنه لا يتبنى في الأصل أي موقف يُمكن أن يساهم في حل النزاع، على عكس حكومة بيدرو سانشيز التي تدعم مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي.
ويأتي هذا الرد من ألباريس على بُعد أيام فقط من تجديد انتقاده لنفس الحزب، بسبب استمرار الأخير في اتهام حكومة سانشيز بالرضوخ لما يسميه بـ"تعسف المغرب"، حيث قال ألباريس بأن الحزب الشعبي "مهووس" بالعداء تُجاه الرباط.
وكان انتقاد ألباريس قد جاء خلال رده في البرلمان الإسباني على المتحدث باسم العلاقات الخارجية للحزب الشعبي، كارلوس فلوريانو، الذي اتهم الحكومة الإسبانية بالاستسلام وعدم اتخاذ أي تدابير تُجاه المغرب الذي يُمارس "التعسف" على مدينتي سبتة ومليلية، بطرق مختلفة، من بينها رفض الرباط فتح الجمارك التجارية بالمعبرين الحدوديين، حسب تعبيره.
وقال ألباريس في هذا السياق، بأن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تسير في مستوى جيد، منتقدا "الهوس العدائي" الذي يكنه الحزب الشعبي في خرجاته المستمرة ضد المغرب، من أجل انتقاد الحكومة الإسبانية وتبخيس انجازاتها السياسية.
هذا، ولاحظ مراقبون، أن الحزب الشعبي الإسباني الذي كان في السابق يركز على ضرورة بناء علاقات جيدة مع المغرب، أصبح في الفترة الأخيرة، وخاصة بعد فشله في تولي الحكومة أمام حزب العمال الاشتراكي بعد انتخابات 23 يوليوز الماضي، (أصبح) ينهج سياسة عدائية تُجاه المغرب، يفوق فيها أحيانا العداء "المنهجي" الذي يمارسه حزب "فوكس" المنتمي لليمين المتطرف.