الداخلية الإسبانية ترد على حزب "فوكس": توقف عمليات إعادة المهاجرين غير النظاميين من سبتة لا يتحمل مسؤوليته المغرب
برأت الحكومة الإسبانية نظيرتها المغربية من اتهامات صادرة عن حزب "فوكس" اليميني المتطرف، بخصوص رفض الرباط استعادة المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إلى مدينة سبتة، وبالتالي "خرق" الاتفاقات الموقعة بين البلدين، مبرزة أن توقف تفعيل هذا الإجراء لما يزيد عن شهر لا يُعزى إلى السلطات المغربية.
وتوصلت الحكومة الإسبانية بسؤال برلماني في الموضوع موقع من لدن نواب حزب "فوكس"، خافيير أورتغا سميث و إيغناسيو خيل ودافيد غارسيا، يتحدث عن "رفض المملكة المغربية عودة مواطنيها الواصلين إلى سبتة منذ أكثر من شهر"، موردين أن آخر تفعيل لإجراء الترحيل الفوري المتفق عليه مع الرباط يعود إلى 15 مارس الماضي.
ونفت وزارة الداخلية الإسبانية التي تولت الإجابة عن السؤال تحميل المغرب مسؤولية هذا التوقف، مبرزة أن التعاون مع المغرب في مال التصدي للهجرة غير النظامية "مثالي"، وتابعت أن صعوبات إعادة المعنيين بشكل فوري متنوعة ولا يمكن أن تُعزا جميعها إلى بلدهم الأصلي، لأنه في معظم الحالات يطلب المهاجرون حق اللجوء.
وأبرزت الداخلية الإسبانية، في جواب نقلته صحيفة "إلفارو" الصادرة من مدينة سبتة، أن تدفقات الهجرة الحالية عبر المغرب تتعلق بالقارة الإفريقية عموما، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمشكلة هيكلية تستند إلى عوامل اجتماعية واقتصادية، إلى جانب عوامل أخرى مؤقتة لها تأثير على قدرة شركاء إسبانيا في التصدي لتلك التدفقات أمام ضغط محاولات الهجرة نحو الاتحاد الأوروبي.
ووفق جواب داخلية مدريد، فإن التعاون الاستباقي المتطور بين المغرب وإسبانيا في سنة 2023 أدى إلى انخفاض عدد الواصلين إلى سبتة ومليلية من المهاجرين غير النظاميين بنسبة 41,6 في المائة، وتابعت "كان التعاون فعالا بشكل خاص في مراقبة محيط الحدود الخارجية لكلتا المدينتين المتمتعين بالحكم الذاتي، الأمر الذي يتطلب جهدا كبيرا من جانب المغرب".
ومع ذلك، قالت الوزارة إن الحكومة الإسبانية تعمل على تعزيز تعاونها الاستباقي مع المغرب لمواجهة تحديات ضغط الهجرة غير النظامية، معتبرة أن هذا المسار هو "السياسة الوحيدة الفعالة بشكل عملي لمكافحة الهجرة غير الشرعية"، وهو الأمر الذي يشمل تعزيز المراقبة على الحدود عبر دوريات منتظمة وتبادل المعلومات والاجتماعات رفيعة المستوى.
وكان وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مرلاسكا، قد زار المغرب في يناير الماضي، حيث التقى نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت لمناقشة مجموعة من الملفات، بما فيها تلك المتعلقة بالهجرة غير النظامية، وحينها صرح بأن المغرب يعد "شريكا استراتيجيا" في عدة مجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية والصناعية والثقافية، مبرزا جودة التعاون الثنائي لفائدة هجرة قانونية وآمنة ومنظمة.
ووصف الوزير الإسباني، في لقاء مع وكالة المغرب العربي للأنباء المغربية الرسمية، الإجراءات التي اتخذتها سلطات البلدين في مكافحة الهجرة غير الشرعية وشبكات مافيا الاتجار بالبشر بـ "المهمة للغاية"، وذلك بهدف إنقاذ أرواح ضحايا هذه الأنشطة الإجرامية.