في سابقة "مثيرة".. أخنوش الذي "يتهرب" من المساءلة يُقلص من وقت عرض حصيلة أغلبيته الحكومية أمام البرلمان لمشاهدة مباراة ريال مدريد
في سابقة تُعد الأولى من نوعها في التاريخ السياسي للبلاد، قرر رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، من تلقاء نفسه تقليص الحصة الزمنية المخصصة له من قبل المؤسسة التشريعية للتفاعل مع مداخلات البرلمانيين بشأن مناقشة حصيلة نصف الولاية من عمل الحكومة التي يقودها، تحت مبرر "إتاحة الفرصة للمغاربة من أجل متابعة مباراة ريال مدريد".
أخنوش، المُتّهم الأول بالتهرب من جلسات المساءلة الشهرية، والمطلوب رقم واحد بالنسبة للمعارضة البرلمانية التي تشتكي خرقه للنظام الداخلي للمؤسسة التشريعية وهي تُهدد باللجوء للتحكيم الملكي، بعدما لم يمثل سوى لجلسة مساءلة واحدة منذ افتتاح دورة البرلمان الخريفية، فاجأ الجميع برغبته في مغادرة الجلسة العمومية المخصصة لمناقشة الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة التي يقودها قبل استيفاء الوقت القانوني، متحججا بمباراة الفريق الإسباني ريال مدريد.
وفضّل رئيس حكومة الكفاءات التخلي عن حصته المحددة من طرف رئاسة مجلس النواب خلال الجلسة العمومية في ثلاث ساعات و 38 دقيقة، لمناقشة حصيلة نصف الولاية التشريعية، ليُشهر رغبته في المغادرة وهو يُردد مخاطبا الطالبي العلمي الذي ترأس الجلسة "لقد أخذت سلفا ساعتين و20 دقيقة تقدمت خلالها ببرنامج شامل وواضح بالنسبة للمواطنين، واليوم لن أستوفي من وقتي القانوني إلا حوالي 50 دقيقة وستكون كافية قبل أن أترك المواطنين لمتابعة مباراة ريال مدريد اليوم".
وتحوّلت جلسات الأسئلة الشفهية المتعلقة بالجلسة الشهرية بمجلس النواب، إلى حلبة صراع بين مكونات أحزاب الأغلبية والمعارضة بعدما اختلفت الرؤى حد التصادم بسبب التغيب المتكرر لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، عن الجلسات العمومية للإجابة عن أسئلة المنتخبين المعارضين ممن استنكروا اكتفاءه بالحضور مرة واحدة في غضون شهرين لمجلسي البرلمان، في حين أن القانون ينص على حضوره مرة كل شهر.
وهدّدت الفرق المعارضة بمجلس النواب باللجوء إلى التحكيم الملكي ضد ما تصفه بعدم احترام رئيس الحكومة عزيز أخنوش لأحكام الدستور، خاصة المقتضيات المتعلقة بجلسة المساءلة الشهرية، معتبرة عدم التزامه بالحضور مرة واحدة في الشهر إلى مجلس النواب يشكل إخلالا بأحكام الفقرة الأخيرة من الفصل 100 من الدستور.
من جهة ثانية، لم تكُن تصريحات أخنوش المثيرة بشأن مباراة ريال مدريد وحدها الغريبة خلال الجلسة العمومية المخصصة لمناقشة الحصيلة المرحلية لعمل حكومته، ذلك أنه اختار الدفاع عن حصيلة 30 شهرا الحكومي بـ "سبورات" استقدمها ليعرض منجزات حكومته وهو يصر على وصفها بـ "حكومة الإنجازات"، معتبرا أن مختلف الإجراءات التي اتخذتها كان لها أثر يومي، ملموس وإيجابي على المعيش اليومي للمغاربة.
وظهر أخنوش خلال الجلسة العمومية، وهو يرفع "سبورات" تحتوي أرقام، مبيانات ومعطيات رقمية حول مختلف القطاعات والأوراش، بما فيها الدعم المباشر المخصص للأسر المعوزة.
وتحدث ربان الحكومة الحالية، عن دعم 5 ملايين طفل شهريا، و1.4 مليون أسرة بلا أطفال شهريا، وايضا فئة المسنين والأرامل ومنحة الولاد، في إطار برنامج الدعم المخصص للأسر المعوزة، كما تطرق أيضا في سبورة أخرى للإجراءات التي اتخذتها حكومته لحماية القدرة الشرائية للمغاربة، كما جاء بسبورة أخرى دون عليها معطيات حول ارتفاع الموارد الجبائية وهو ما اعتبره منجز بفضل إقدام حكومته على تفعيل مقتضيات القانون الإطار للإصلاح الجبائي.
وتعرض أخنوش لانتقاد حاد من قبل فرق المعارضة، بمن فيهم محمد أوزين الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، الذي سجّل أن رئيس الحكومة ذكر الملك محمد السادس لـ21 مرة في حصيلته، بين الحديث عن توجيهاته السامية وخطبه المواطنة ورسائله التوجيهية، حتى خيل للجميع أننا أمام حصيلة ملكية بدل الحصيلة الحكومية، مضيفا: "توجيهات الملك موجهة للجميع، والجميع منخرطون فيها أغلبية ومعارضة ".
وفي رده على أوزين، قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش "عاود حسب معايا السي أوزين أنا تنهضر على سيدنا"، مضيفا:" الحكومة كتتجاوب مع التوجيهات الملكية إييه نقولها ونعاود نقولها وأنا وصلت لـ 26 مرة دابا".
وتابع رئيس الحكومة بالقول: "فين كاين الإشكال واحد النقاش اللي كاين أنا متنفهموش وهادشي ليس موضوع مزايدات سياسية، اللي قال ليه راسو شي حاجة غير شوفو أش ديرو معاه" وفق تعبير أخنوش.