بعد مُشاركتها في تمرين "الأسد الأفريقي".. المغرب يتسلّم أول دفعة من مروحيات "أباتشي" شهر شتنبر المقبل بمعرض مراكش الجوي 2024
تستعد القوات العسكرية الجوية المغربية، لتسلم الدفعة الأولى من الطائرات المروحية الهجومية الشهيرة من طراز أباتشي AH64E الأميركية الصنع، في أواخر شتنبر المقبل، وفق العقد المُوقع بين شركة "بوينغ" لصناعة الطائرات والقوات المسلحة الملكية، الذى بموجبه ستحصل الأخيرة على 24 مروحية أباتشي.
وكان المغرب قد وقع عقدا مع شركة "بوينغ" الأمريكية لشراء 24 مروحية من طراز AH-64 أباتشي، لتصبح الدولة السابعة عشرة التي تحصل على هذه المروحية، إذ سيتمكن من عرض مروحيته الأولى من نوع أباتشي AH-64E Apache Guardian، والتي تعد آخر إصدار من الطائرة، لأول مرة على هامش معرض مراكش الجوي 2024، الذي ستحتضنه "عاصمة النخيل" في الفترة الممتدة ما بين 30 أكتوبر إلى 2 نونبر، وفق ما كشفه موقع "الدفاع العربي".
وبحسب المصدر ذاته، فمن المرتقب أن يتسلم المغرب هذه المروحية المتطورة باعتبارها الأولى من سرب الطلبية التي تشمل 24 مروحية AH-64E من شركة بوينغ، في أواخر شتنبر أو أوائل أكتوبر 2024، قبل أن تتوالى عمليات التسليم حتى منتصف عام 2026.
ومروحية AH-64E تُعتبر من الطرازات المتقدمة في مجال الطيران العسكري، حيث تتميز بتكنولوجيا حديثة وكفاءة قتالية عالية، وتشمل تجهيزاتها أنظمة استهداف دقيقة، وأجهزة استشعار متطورة، وقدرات هجومية ودفاعية قوية، مما يجعلها إضافة مهمة للقوات الجوية الملكية المغربية، التي ارتأت عرضها لأول مرة في معرض مراكش الجوي باعتباره يمثل منصة دولية هامة تُظهر تقدم المغرب في مجالات الطيران والدفاع، ويحظى بمشاركة واسعة من الشركات العالمية والمهتمين في هذا المجال، ويجذب اهتماماً كبيراً من الزوار والمهنيين في صناعة الطيران والدفاع، ويسلط الضوء على التحديثات والتطورات العسكرية التي يشهدها المغرب.
وتعد “AH-64E أباتشي" رمزاً للقوة والتفوق التكنولوجي، وقد أثبتت فعاليتها في العديد من المهام القتالية حول العالم. وامتلاك المغرب لهذه المروحيات سيعزز من قدراته العسكرية ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة وأنها مجهزة بترسانة أسلحة متنوعة تمكنها من تنفيذ مهام متعددة، على غرار مدفع M230: مدفع سلسلة عيار 30 مم يقع تحت البدن الأمامي للطائرة، ويمكنه من إطلاق 1200 طلقة، وصواريخ Hydra 70: صواريخ جو-أرض غير موجهة عيار 70 مم، وصواريخ AGM-114 Hellfire موجهة مضادة للدبابات، قادرة على ضرب الأهداف الثابتة أو المتحركة من مسافات بعيدة، فضلا عن صواريخ AIM-92 Stinger: صواريخ جو-جو مزدوجة يمكن حملها على الأجنحة الصغيرة للطائرة.
بالإضافة إلى هذه الأسلحة، يمكن للمروحية التي يستعد المغرب لامتلاكها، حمل مجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات الأخرى حسب المهمة المطلوبة، وتتميز بقدرتها على التكيف مع أدوار مختلفة ضمن سياقها كطائرة هجومية، كما أنها واحدة من أكثر المروحيات الهجومية قدرة في العالم، وتتميز بقدرتها على البقاء وفتكها في ساحة المعركة، وهي معروفة بكونها قاتلة المدرعات.
ومن مميزات هذه المروحية المقاتلة أنها سريعة الاستجابة وقادرة على الهجوم من مسافات قريبة أو بعيدة، وتحمل المروحية ترسانة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ Hellfire الموجهة بالليزر لتدمير الدبابات، ومدفع عيار 30 ملم قادر على إطلاق 600 طلقة في الدقيقة.
وتُشارك طائرات الأباتشي الأمريكية في تمرين ضخم ضمن مناورات "الأسد الإفريقي" في نسختها العشرين التي تحتضنها أكادير في هذه الفترة، إذ حطت ثلاث طائرات للمشاركة في التمرين ويرتقب أن تحلق في سماء المملكة في إحدى التمارين المقبلة لإظهار قدراتها القتالية الفريدة، كما ستنفّد الطائرات المشاركة طلعات جوية استعراضية، وتمارين المواجهة المباشرة بجانب طائرات تابعة للقوات الجوية الملكية.
وكانت شركة "Boeing Mesa" قد أعلنت في نونبر الماضي عن شروع مصنعها الموجود في مدينة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، في صناعة 24 مروحية عسكرية من طراز AH-64E Apache من الجيل المتقدم لصالح المغرب، مؤكدة على لسان مديرتها التنفيذية كريستينا أوباه، أن حصول المغرب على هذا النوع من المروحيات الهجومية الأكثر تقدما، ستعزز قدراته الدفاعية خلال السنوات القادمة، خاصة أن مروحيات الأباتشي أثبتت نجاعتها العسكرية في العديد من الحروب، وأن المغرب وشركة بوينغ تربطهما شراكة ممتدة على مدى عقود، معربة عن فخرها، أن صفقة إنجاز 24 مروحية من طراز الأباتشي ستنضاف إلى الإرث الجيد الذي يجمع المملكة المغربية بالبوينغ حسب تعبيرها.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يعمد في الغالب إلى الاستعانة بتداريب "الأسد الإفريقي"، لتجريب الأسلحة التي يقتنيها من الولايات المتحدة الأمريكية، كما يستخدم هذه التمارين لتجريب العديد من الأسحلة التي يرغب في اقتنائها مستقبلا.