خطوة عسكرية جزائرية تُبرز تضايق الجزائر من مناورات "الأسد الإفريقي" التي يُجريها المغرب والولايات المتحدة بالصحراء
أصبحت مناورات "الأسد الإفريقي" السنوية التي تُجريها القوات المسلحة المغربية بشراكة مع القوات الأمريكية، تثير انزعاج وتضايق الجزائر بشكل كبير، وقد ظهر هذا التضايق في أكثر مناسبة هذه السنة، ولا سيما أن المغرب يُجري جزءا من تلك المناورات في مناطق صحراوية تدعي الجزائر أنها "محتلة" من طرف المغرب.
وتجلى هذا التضايق مرة أخرى في خطوة عسكرية قامت بها الجزائر في الأيام الأخيرة، حيث أمر رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، بإجراء مناورات عسكرية ليلية أطلق عليها اسم "شهاب 2024" في مناطق قريبة من الحدود المغربية.
وقالت مصادر جزائرية، إن هذا التمرين نفذته وحدات اللواء 38 للمشاة الميكانيكية وبمشاركة وحدا من مختلف القوات ووحدات للإسناد التقني والجوي وكذا الدفاع الجوي عن الإقليم، مشيرة إلى أن هذه المناورات جرت تحت إشراف شنقريحة.
وتزامنت هذه المناورات العسكرية الجزائرية، مع المناورات التي يُجريها المغرب رفقة الولايات المتحدة الأمريكية في عدد من المناطق المغربية، من بينها منطقة المحبس التي تقع في الصحراء المغربية، وهو ما يُعطي إشارات على أن الجزائر تريد إرسال رسالة مفادها أنها بدورها تستعد لأي عمل عسكري.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن وزير جزائري سابق، أعرب في مارس الماضي عن الغضب والقلق الذي يساور الجزائر، من إجراء مناورات الأسد الإفريقي العسكرية على الأراضي المغربية، وبالخصوص المناورات التي تُجرى في الصحراء، حيث كان عبد القادر بنقرينة الذي يرأس حاليا حزب حركة البناء الوطني، (قد دعا) الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريز، بالتدخل لإيقاف إجرائها في الصحراء.
واعتبر بنقرينة الذي أصبح من الأسماء السياسية الموالية للنظام في الجزائر والذي يتحدث بلسانه، بأن إجراء مناورات الأسد الإفريقي في الصحراء، هو "اعتداء غير مشروع على مناطق سيادية للصحراء الغربية"، داعيا الأمين العام للأمم المتحدة لإيقافها بدعوى أنها "تتعارض مع مسعى تقرير المصير".
ويُعتبر إجراء مناورات الأسد الإفريقي العسكرية الضخمة على الأراضي المغربية، وبالخصوص في مناطق صحراوية على مقربة من الحدود الجزائرية، مبعث قلق سنوي للجزائر، كما أنها تثير غضب النظام الجزائري الذي ببقى من أبرز مدعمي جبهة البوليساريو الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب، بينما تُشكل هذه المناورات تأكيدا مغربيا سنويا على سيادته على الصحراء، ولاسيما أن المناورات تشهد مشاركة فرق عسكرية من مختلف دول العالم.