شكدالي يقدم مؤلفه "سيكولوجيا الإنسان المرقمن" ضمن حلقات "قراءات مغارب"

نظم مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني بشراكة مع ماستر الدين الثقافة والهجرة حلقة جديدة من حلقات برنامج قراءات مغارب، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط يوم الجمعة الماضي، وهو اللقاء الذي شهد تقديم وتوقيع الإصدار الأخير للمصطفى شكدالي أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمعهد الدولي للسياحة بطنجة "سيكولوجيا الإنسان المرقمن، التنشئة الخوارزمية وبناء الهوية في عصر الثورة الرقمية".

واعتبر الكاتب أن ما يشهده العالم اليوم من تقدم هائل في مجال تكنولوجيا المعلوميات والاتصال وما أفرزه من ثورات تكنولوجية ورقمية أثرت بشكل مباشر في "صناعة" شخصية الإنسان المنتمي لهذا العصر، والذي جعل من العالم الإفتراضي واقعا جديدا يستجيب ويحقق من خلاله مجموعة من الرغبات أخفق الواقع الحقيقي في تحقيقها، واصفا إياه "بالإنسان المرقمن" ومحاولا الوقوف على الأبعاد والخصائص الاجتماعية والسيكولوجية لهذه الشخصية، معرجا في حديثه على أهم الأطروحات التي جاء بها الكتاب وما يرتبط بذلك من إشكالات سيكولوجية واجتماعية.

وتساءل شكدالي عن جدوى الحديث عن مفهوم "المجتمع" في عصر شبكات التواصل الاجتماعي والتي حولت الفضاء السبيراني إلى فضاء للتنشئة الاجتماعية والمثاقفة، وأصبحت "التنشئة الخوارزمية" هي التي تصنع الأفراد وتؤثر في هويتهم التي أصبحت "متعددة" و "متحورة" على حد تعبيره.

وقدم المؤلف في كتابه انتقادا لمجموعة من البراديغمات المتعارف عليها في العلوم الإنسانية والاجتماعية والتي أصبحت في نظره كلاسيكية وغير قادرة على استيعاب القضايا الجديدة المرتبطة بالثورة التكنولوجية، وفي المقابل حاول نحت مفاهيم جديدة وغير متداولة كمفهوم الهوية الرقمية والتحكيمية الخوارزمية والتنشئة الخوارزمية، وغيرها من المفاهيم.

وعبر شكدالي عن أمله أن يكون هذا الكتاب لبنة أساسية في التأسيس لتخصص علم النفس السيبيراني في العالم العربي وأن يكون أحد مؤسسي هذا الفرع المعرفي الجديد نظرا للأهمية والحاجة الماسة إليه، والتي تفرضها الثورة الرقمية وآلياتها الخوارزمية.