الخارجية الإسرائيلية لـ "الصحيفة": ما حدث أمس كان مجرد خطأ غير مقصود وليس الغرض منه تسجيل موقف أو الضغط أو استفزاز المغاربة
أكدت الخارجية الإسرائيلية في تصريحات لموقع "الصحيفة" أن إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إظهار خريطة المغرب بدون صحرائه في حوار له مع قناة فرنسية، "خطأ غير مقصود"، مشدّدة على أن الموقف الإسرائيلي الداعم لمغربية الصحراء "لم يتغيّر في أي وقت مضى".
وأكد حسن كعيبة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية في تصريح لـ "الصحيفة"، بأنه لا وجود لأي نية لدى بلاده في تغيير موقفها بشأن مغربية الصحراء، معربا عن أسفه لحدوث "خطأ غير مقصود" استفز المغاربة قاطبة بظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال المقابلة نقلتها قناة "LCI" وقناة "TF1" حول التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وهو يشهر خريطة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا تظهر فيها المملكة مفصول عن صحرائها.
وشدّد المتحدّث باسم الخارجية الإسرائيلية، على أن تل أبيب لم تُناقش في أي وقت موضوع الصحراء المغربية أو تُفكر في التراجع عنه لأنه موقف دولة هي مؤمنة به، وتوّج باعتراف رسمي بقيادة رئيس الوزراء نفسه بينيامين نتنياهو في العام 2023.
وأشار المسؤول الحكومي الإسرائيلي، إلى أن كل الخرائط المتواجدة في بلده بما فيها الموجودة في مكتب رئيس الوزراء تتماهي وموقف الدولة الإسرائيلية حول مغربية الصحراء، بيد أن ما حدث أمس كان مجرد خطأ غير مقصود، وليس الغرض منه تسجيل موقف أو الضغط أو استفزاز المغاربة.
هذا التبرير، عبّرت عنه أيضا الخارجية الإسرائيلية في بلاغ توصلت به "الصحيفة" قالت فيه: "للأسف، لم يتم القيام بهذا التصحيح في خريطة قديمة قد قُدِّمَت إلى رئيس الوزراء لحظات قبل بدء مقابلته مع قناة فرنسية، سياسة إسرائيل غير قابلة للتأويل ولم تتغير – إسرائيل تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية".
وتفاعلا مع سؤال لـ "الصحيفة"، حول مدى تأثر العلاقات المغربية الإسرائيلية بالأحداث الدامية التي يشهدها قطاع غزة منذ أشهر، سيّما في سياق المواقف القوية وشديدة اللهجة التي عبّرت عنها الدبلوماسية المغربية ضد شريكها الجديد، اكتفى المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية بالقول: "إن تل أبيب تحترم المغرب جدا، وهو شريك وعلاقتنا الثنائية جيدة جدا".
ورفض المسؤول الحكومي ذاته، التعليق على التحذير الذي سبق أن عممته إسرائيل على مواطنيها بشأن السفر إلى عدد من الدول من ضمنها المغرب، لاحتمالية "وقوع تهديدات إرهابية ضد الإسرائيليين واليهود"، كما رفض التعليق أيضا على التراجع المسجل على مستوى المعاملات الاقتصادية والتجارية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ومن المهم الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يستفز فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المغاربة بصورة للخريطة المغربية بدون الصحراء، إذ أنه كرر نفس "الخطأ غير المقصود"، بعدما سبق أن برزت خريطة المغرب دون صحرائه خلال استقباله رئيسةَ وزراء إيطاليا جورجا ميلوني.
هذا، وشهد التبادل التجاري بين الرباط وتل أبيب، تباطؤا مهما خلال الربع الأخير من سنة 2023، حسب معطيات رسمية حديثة، لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، الذي أشار إلى أنه وعلى الرغم من أن قيمة المبادلات التجارية بين البلدين بلغت، عند متم العام الماضي، أزيد من 116 مليون دولار أمريكي، بزيادة قُدرت بـ60,5 ملايين دولار مقارنة بسنة 2022.
وبلغ مجموع قيمة الصادرات الإسرائيلية إلى المغرب خلال سنة 2023، ما قيمته أكثر من 100 مليون دولار؛ فيما لم تتجاوز قيمة هذه الصادرات مبلغ 38,4 ملايين دولار خلال السنة التي قبلها، في وقت تراجعت فيه الواردات الإسرائيلية من المملكة ما بين سنتي 2022 و2023 من 17.8 ملايين دولار إلى 16.2 مليون دولار.
وبخصوص حركية الأشخاص ما بين البلدين، سجّل المصدر الرسمي ذاته انخفاضا في عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا المغرب خلال السنة الماضية، إذ تراجع هذا العدد من أكثر من 74 ألفا و568 سائحا خلال سنة 2022 إلى حوالي 50 ألفا و548 سائحا برسم سنة 2023، بانخفاض سنوي بلغ ما نسبته 32 في المائة؛ فيما بلغ عدد الإسرائيليين الوافدين على المملكة رقما قياسيا سنة 2021 بحوالي 80 ألفا سائح، كما سجل عدد المغاربة الذين زاروا الدولة العبرية بدوره انخفاضا سنويا بنسبة فاقت 10 في المائة ما بين سنتي 2022 و2023، إذ لم يتجاوز عددهم خلال هذه السنة الأخيرة 3200 زائر.
وأظهرت الأرقام ذاتها، أن عدد المواطنين المغاربة الذين توافدوا على إسرائيل خلال السنة الماضية أخذ في الانخفاض ابتداء من شهر أكتوبر، أي مع بداية الحرب بين حماس وتل أبيب، ليصل هذا العدد إلى الصفر خلال شهري نونبر ودجنبر المنصرمين؛ فيما انطبق الأمر نفسه على حركة السفر ما بين البلدين انطلاقا من مطار بن غوريون، التي أخذت هي الأخرى في الانخفاض مع بداية الحرب لتسجل مستوى صفريا في شهر دجنبر.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :