مغربي الأصل.. نتنياهو وهرتسوغ يستغلان وفاة وزير الخارجية الأسبق دافيد ليفي لتلطيف الأجواء مع الرباط بعد قضية الخريطة المبتورة
استغل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفاة السياسي المخضرم دافيد ليفي، الذي يحمل الجنسية المغربية، والذي سبق أن شغل مناصب رفيعة من بينها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية من أجل تلطيف الأجواء مع المغرب، بعد الغضب الذي تسبب فيه استعمال خريطة تفصل المملكة عن الصحراء.
وتوفي ليفي يوم أمس الأحد عن عمر ناهز 86 عاما، بعد مسيرة سياسية حافلة، وهو الذي هاجر إلى إسرائيل من المغرب في ربيعه العشرين سنة 1957 بعدما ولد وترعرع بمدينة الرباط، الأمر الذي استغله كل من هرتسوغ ونتنياهو للتذكير بأصله المغربي وبمساهماته من أجل "دولة إسرائيل"، الخطوة التي تلت اعتذار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن استعمال خريطة تقسم المملكة.
وجاء في نعي الرئيس الإسرائيلي لليفي "إن قصة حياة دافيد ليفي، الصبي الذي جاء من المغرب مباشرة إلى المرحلة الانتقالية، ومن هناك شق طريقه إلى أعلى المناصب القيادية في البلاد، هي تعبير مبهر عن القيادة الاجتماعية الحقيقية والملهمة، التي تعكس الوجه الجميل لإسرائيلية"، موردا أنه يودع السياسي الراحل "بحزن شديد".
أما نتنياهو فكان أكثر حرصا على ربط ليفي بالمغرب ليس فقط من خلال الإشارة إلى أن المملكة كانت مسقط راسه، بل أيضا من خلال الحديث عن دوره في إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي كانت في حال قطيعة مع تل أبيب قبل اتفاقية أوسلو سنة 1993.
وأورد نتنياهو "دافيد المولود في المغرب، شق طريقه في الحياة بأصابعه العشرة، وعلى المستوى المحلي، ساهم في تطوير مدينة بيت شان، وأصبح رمزا لنمو مدن التطوير في محيطها، وعلى المستوى الوطني، ترك بصمة شخصية على الحياة السياسية، بينما كان يعتني بالسكان الضعفاء الذين عرفوا المشقة".
وتابع في نعيه "بصفته وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء، ساعد دافيد في إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول التي تجنبت القيام بذلك خلال سنوات "الحرب الباردة"، وتميزت زياراته لعواصم العالم بالتقدير لكونه ممثلا مخلصا لدولة إسرائيل"، وهو ما يحيل على دوره في توطيد العلاقلات مع الرباط مع خلال مكتب الاتصال عندما كان وزيرا للخارجية في التسعينات.
وليفي دخل معترك العمل السياسي في إسرائيل منذ 1969 بعد انتخابه نائبا في الكنيست، وأصبح وزيرا للهجرة والإدماج ما بين 1977 و1981 في عهد رئيس الوزراء مناحيم بيغين، الذي سيصبح أيضا نائبا له ووزيرا للإنشاءات والسكن إلى حدود سنة 1990 في عهد إسحاق شامير وشمعون بيريز أيضا.
لكن ليفي عُرف أكثر بعمله الدبلوماسي، كوزير للخارجية ونائب لرئيس الوزراء في الوقت نفسه، طيلة فترة التسعينات وإلى حدود سنة 2000، في عهد إسحاق شامير، وبنيامين نتنياهو، وإيهود باراك، ثم حمل حقيبة الخارجية لآخر مرة لفترة قصيرة سنة 2002 في عهد أرييل شارون.
وكان ليفي يحتفظ بعلاقات قوية مع السياسيين المغاربة، وسبق أن زار المغرب عدة مرات خلال توليه مهامه الحكومية، ورافق باراك إلى المملكة لحضور جنازة الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1999.
وتأتي وفاته بعدها أظهر نتنياهو، يوم الجمعة الماضي، خريطة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال حوار تلفزيوني مع وسائل إعلام فرنسية، أظهرت المغرب بدون الأقاليم الصحراوية، ما أثار غضبا واسع النطاق عبر منصات التواصل الاجتماعي في المملكة.
وعجل مكتب رئيس الوزراء بإصدار اعتذار جاء فيه "الحكومة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو اعترفت بسيادة المملكة المغربية على كامل أراضيها وتم تصحيح جميع الخرائط الرسمية الموجودة في مكتب سيادته، بما فيها الخريطة التي عُرضت عن طريق الخطأ في المقابلة، وفقا لذلك"، وقال أيضا "للأسف وقع خطأ في الخريطة التي عُرضت في مقابلة رئيس الوزراء مع قناة TF1".