الشرطة الإسبانية تُفكك شبكة إجرامية تابعة لمافيا "كامورا" الإيطالية تُتاجر بالمغاربة والجزائريين مقابل 5500 أورو
نجحت الشرطة الإسبانية، في تفكيك منظمة إجرامية تابعة لـ "مافيا كامورا" الإيطالية الشهيرة، تتعاون مع شبكات مغربية متخصصة في تهريب الحالمين بالهجرة غير النظامين إلى إسبانيا وأيضا المخدرات وتزييف العملات، وذلك مقابل حوالي 5500 أورو عن كل رحلة بالقارب، دفعا مغاربة وجزائريون، وفق ما كشفته مصادر إعلامية إسبانية أوردت أن الشبكة توفرت على أسطول كبيرا من المركبات والقوارب التي سهّلت لها عملية نقل ما يزيد عن 500 مهاجر من المغرب إلى فرنسا عبر إسبانيا.
وتمكنت التحقيقات التي باشرتها الشرطة الإسبانية من أشهر، من تفكيك منظمة إجرامية مهمة كانت لها صلات بعصابة "كامورا" في نابولي وكانت مكرسة للاتجار بالبشر والمخدرات وتزوير العملات، إذ تم اعتقال 22 شخصا في جيرونا وبرشلونة، كانوا ممن تقاضوا حوالي 5500 أورو عن كل رحلة بالقارب تنقل المهاجرين غير النظاميين من المغرب إلى فرنسا عن طريق إسبانيا، من خلال في مركبات تابعة للشبكة الإجرامية نفسها.
وهذه المنظمة التابعة للمافيا الإيطالية، تمكّنت فعليا من نقل حوالي 500 شخص إلى إسبانيا حتى الآن، ما دفع شرطة البلد إلى التعاون مع اليوروبول والشرطة الوطنية الفرنسية، قبل أن تقودهم التحقيقات التي باشروها قبل أشهر إلى الشبكة، ذات الصلة بشبكات الجريمة المنظمة الأخرى مثل نابولي كامورا، للتأكد من أن هذه القوارب التي وصلت إلى إسبانيا هي عابرة وغير مستقرة لأن وجهتها الرئيسية كانت هي فرنسا.
ولم يقتصر عمل شبكة المافيا على الاتجار بالبشر، بل شاركوا في أكثر من 60 عملية بيع وشراء للأدوية، إذ رصدت الشرطة الإسبانية بمعية نظيرتها الفرنسية وجود 13 محتجزاً في فيغيراس (جيرونا)، وخمسة في برشلونة، وأربعة في لا جونكيرا جيرونا، وبالتالي بدأ التحقيق بعد عملية سابقة تمكن فيها المتدخلون الأمنيون من تفكيك منظمة إجرامية متخصصة في الاتجار غير المشروع بالمهاجرين السوريين، كما مكنت تحريات الأعوان من اكتشاف وجود شبكة إجرامية أخرى، مقرها بجيرونا، متعاونة مع الشبكة المفككة، وتتكون من مواطنين يحملون الجنسية المغربية، وتخصصوا في الاتجار غير المشروع بالمهاجرين الجزائريين والمغاربة، وفي تهريب المخدرات وتزييف العملات.
وقامت المنظمة، بالتنسيق التام مع شبكات الاتجار بالبشر الأخرى المتمركزة في بلدان الأصل أي المغرب والجزائر، بجمع المهاجرين الذين وصلوا مؤخرًا بالقوارب إلى السواحل الإسبانية، وبعد ذلك، تم نقلهم براً إلى منازل آمنة مختلفة تقع في مقاطعة جيرونا حيث ظلوا مختبئين، في ظروف مكتظة وغير صحية، لمدة قبل أن يتم تنظيم نقلهم إلى فرنسا، وخاصة إلى مدينة بربينيان.
ولتحقيق كل ما سبق، امتلكت هذه الشبكة أسطولا كبيرا من المركبات، بعضها يحمل لوحات ترخيص فرنسية حتى لا يلاحظها أحد، والتي تضمنت سيارات مكوكية لاكتشاف وجود الشرطة وتجنبها، كما استغلت الشبكة الإجرامية حالة الحاجة والضعف لدى المهاجرين وفرضت عليهم مبالغ باهظة مقابل خدماتها، وفق ما كشفته مصادر إعلامية إسبانية أوردت أيضا أن هذه الشبكة كانت تُلزم المهاجرين بدفع 4000 أورو ليتم نقلهم على الساحل، و1000 أورو لنقلهم إلى شقق آمنة، و250 أورو أسبوعيًا للإقامة في تلك الشقق، و500 أورو إضافية للنقل السري إلى فرنسا، أو 1500 أورو في حالة الرغبة في الوصول إلى إيطاليا.
وبالموازاة مع أنشطتها المتعلقة بالاتجار في البشر، كانت الشبكة المفككة مخصصة أيضا لتهريب المواد المخدرة، خاصة الكوكايين والحشيش، من خلال بيعها وتوزيعها على أطراف ثالثة في مقاطعة جيرونا وتهريبها إلى فرنسا، من خلال مركبات مخصصة أخفوا بداخلها المخدرات.
علاوة على ذلك، ونظرًا للاتصالات الدولية مع شبكات الجريمة المنظمة الأخرى، تمكن المحققون من اكتشاف أن الشبكة استخدمت عملات مزيفة، وتحديدًا أوراق نقدية من فئة 100 أورو ذات نوعية جيدة جدًا مرتبطة بالمافيا الإيطالية المعروفة باسم "نابوليتان كامورا".
هذا، وانتهى التحقيق بعملية شرطة شاملة شارك فيها أكثر من 120 عميلاً وتم فيها دخول وتفتيش خمسة منازل في فيجويراس ولا جونكيرا، وتمت مصادرة 115.085 أورو نقدًا في هذه الشقق، و2200 أورو أوراقا نقدية مزورة، و1797 غراما من الكوكايين، و553 غراما من الحشيش، و287 غراما من الماريخوانا، وبندقية تعمل بالهواء المضغوط، وسكاكين، وأدوات لتقطيع وتعبئة وتوزيع المخدرات، ووثائق مختلفة ذات صلة بالتحقيق، ومن بين المعتقلين القادة الذين نظموا رحلات القوارب إلى إسبانيا.