من دروس فاجعة زلزال الحوز.. المغرب يستعين بخبرة الجيش الإسباني في تقنيات الإنقاذ وتدبير الكوارث الطبيعية لتدريب كوادره

 من دروس فاجعة زلزال الحوز.. المغرب يستعين بخبرة الجيش الإسباني في تقنيات الإنقاذ وتدبير الكوارث الطبيعية لتدريب كوادره
الصحيفة - خولة اجعيفري
الجمعة 7 يونيو 2024 - 16:00

في ليلة الثامن من شتنبر الماضي، شهد المغرب زلزالا عنيفا ضرب منطقة الحوز على بُعد حوالي 70 كيلومترا من مراكش، وصلت حدّته 6,8 درجات على سلّم ريشتر، وامتدت ارتداداته إلى العديد من المدن مخلّفة أضرارا جسيمة في الأرواح والممتلكات، لكن أيضا دروسا أكبر سيّما على مستوى الطوارئ والتعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية، يبدو أن المغرب تلقّفها وشرع في تطوير عتاده وتدريب جيشه على تقنيات الإنقاذ مستعينا بالخبرة الإسبانية التي تعد رائدة في هذا المجال.

وكشفت فاجعة زلزال الحوز عن جملة من الصعوبات والاختلالات المجالية التي تعترك هذه المناطق البعيدة ومجال تدبير الكوارث الطبيعية، كما أبرزت أهمية الاستثمار في منظومة تدبير الكوارث والمخاطر، كا دفع المغرب للتعبير بالفعل عن رغبة واقعية في إرساء منظومة متطورة ومتكاملة لتدبير المخاطر والكوارث المختلفة، من خلال إنشاء وحدة خاصة به للاستجابة، مستعينا بخبرة وحدة الطوارئ العسكرية الإسبانية باعتبارها الرائدة في المجال منذ ما يزيد عن ثلاثة عشر عامًا من وجودها، سيّما وأن المغرب وبحكم موقعه الجغرافي، جعله معرّضا لعدد من الكوارث الطبيعية، سواء تعلق الأمر بالزلازل (زلزال أكادير لعام 1960، وزلزال الحسيمة لعام 2004)، والفيضانات (فيضانات: طنجة في سنة 2008، والغرب في سنة 2009، وكلميم في سنة 2014..)، والحرائق، والجفاف الحاد الذي يقاسيه منذ عقود.

وبناء عليه، حاول المغرب استثمار علاقاته "الجيّدة" مع شريكه الإسباني في إنشاء وحدة خاصة به للاستجابة للكوارث الطبيعية، حيث انتقل حوالي أربعين جنديًا إسبانيا وثلاث عشرة مركبة طوارئ تابعة لـ BIEM II، فضلا عن نقل وحدة علم الحيوان المكونة من اثنين من كلاب الإنقاذ إلى مدينة القنيطرة، بغرض تكوين وتدريب وحدة الإنقاذ التابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية، في إطار خطة تعاون ثنائي بين البلدين، وفق ما كشفته وسائل إعلام إسبانية، أوردت أنها السنة الخامسة على التوالي التي تزور فيها الوحدة المغرب لتقديم هذا التدريب، لكنّها الأكثر استنفارا وتكثيفا بعدما سرّع زلزال الحوز وتيرة العمل ورفع من سقف مساعي المغرب لإرساء منظومته الخاصة.

ومنذ 12 نونبر الماضي، يقوم الجيش الإسباني بإرشاد المغاربة في مهام البحث والإنقاذ العمودي وعمليات مكافحة الحرائق والعمل مع وحدة الكلاب البوليسية، حيث أنه ومن خلال التعاون، سيتم تطوير وحدة تدريبية شاملة ومحددة في حالات الطوارئ التكنولوجية والبيئية مع الوحدة المغربية، وهي الإجراءات التي تعد جزءا من خطة FORUME، وهي أجندة وحدة الطوارئ العسكرية لمساعدة القوات المسلحة للبلدان الأخرى على تحقيق قدراتها فيما يتعلق بالعمل ضد الكوارث والأزمات.

وتأتي خطوة التدريب التي يتلقاه الجيش المغربي من نظيره الإسباني، لتعزيز الخبرة التي راكمها المغرب في مجال إرساء منظومة متطورة لتدبير الكوارث والمخاطر، خصوصا بعد إحداثه مجموعة من المؤسسات والمراكز المتخصصة في المجال، على غرار المديرية العامة للحماية المدنية التي شُكلت عام 2008، والمعهد الوطني للجيوفيزياء، والمديرية الوطنية للأرصاد الجوية، ومركز المراقبة، فضلا عن إحداث صندوق مكافحة آثار الكوارث الطبيعية بموجب قانون المالية رقم 40-08 في عام 2009، والذي بدأ في العمل في عام 2020، واعتماد استراتيجية وطنية لتدبير مخاطر الكوارث الطبيعية (2021-2031) تحت إشراف وزارة الداخلية، كمدخل لتنسيق الجهود وتعبئة الإمكانيات المتاحة لمواجهة الكوارث بسبل متطورة وأكثر نجاعة.

ولعبت القوات المسلحة الملكية، دورا رئيسيا في تدبير زلزال الحوز، جعلت من المملكة لم تكن في حاجة إلى كل عروض المساعدات الدولية، نظرا لتوفر عنصرها البشري على تكوين عصري وتجارب كبيرة، ولتوفرها من جانب آخر على تجهيزات لوجستية بدرجات عالية، إذ قدم الجيش المغرب منذ الليلة الأولى لوقوع الزلزال شهر شتنبر من العام 2023، وطيلة أشهر، خدمات مختلفة للساكنة المتضررة، شملت البحث عن الناجين من الفاجعة وإيصال المساعدات والبحث والخدمات الصحية والطبية ورعاية الأطفال وكبار السن والمساعدة في تجهيز أماكن الإيواء كما أنشأت القوات المسلحة الملكية بالأقاليم التي تضررت من الزلزال مستشفيات ميدانية وفرق إسعاف متنقلة.

ويتلقّى بالأساس، أفراد الجيش المغربي بمختلف رتبه وتخصصاته  تكوينا داخل المؤسسة العسكرية في المملكة حول تدبير الأزمات والكوارث وفق برنامج مستمر، لكن أيضا من خلال التدريبات التي يخضع لها. فإلى جانب هذا التدريب الذي يتلقاه من إسبانيا الرائدة في المجال، تنظم بشكل مشترك وتنسيق ثنائي مع قوات الجيش بالولايات المتحدة الأمريكية  أيضا تدريبات مماثلة في إطار مناورات الأسد الإفريقي.

ولا شك أن هذه التدريبات التي تلقاها الجيش المغربي خلال التمارين الميدانية التي يقوم بها رجال الهندسة العسكرية، خاصة وحدة الاغاثة والانقاذ USS خلال مناورات الأسد الإفريقي أو في اطار برنامج التعاون السنوي بين القوات المسلحة الملكية وقوات الحرس الوطني بولاية يوتا الأمريكية برزت جليا من خلال تدبير منقذي القوات المسلحة الملكية بمختلف تخصصاتهم للزلزال الذي شهده إقليم الحوز.

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...