على بعد 250 كيلومترا فقط من العاصمة.. تبون يضطر لتأجيل إعلان ترشحه لعهدة رئاسية ثانية بسبب "ثورة العطش" في شمال الجزائر

 على بعد 250 كيلومترا فقط من العاصمة.. تبون يضطر لتأجيل إعلان ترشحه لعهدة رئاسية ثانية بسبب "ثورة العطش" في شمال الجزائر
الصحيفة من الرباط
الخميس 13 يونيو 2024 - 12:00

أجَّل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الإعلان عن ترشحه للانتخابات الرئاسية من أجل الاستمرار على رأس الجمهورية لعهدة ثانية، وذلك في ظل الاحتجاجات التي تعرفها مجموعة من المناطق في شمال البلاد، نتيجة عجز السلطات عن التعامل مع أزمة المياه التي أخرجت الآلاف للاحتجاج على بعد 250 كيلومترا فقط من الجزائر العاصمة.

وأرجأ تبون خطته لإعلان الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية من أجل الاستمرار رئيسا للبلاد لخمس سنوات إضافية، التي كان من المتوقع أن تشهدها مدينة تيزي أوزو "عاصمة" منطقة القبائل المنادية بالانفصال، لكن أزمة العطش التي يعيشها أهالي ولاية تيارت القريبة من المنطقة وعدم قدرة الحكومة على التعامل مع الوضع حال دون ذلك.

وأصبح عجز السلطات عن التعامل مع أزمة الماء محركا للاحتجاجات في العديد من مدن وقرى ولاية تيار، بما في ذلك عاصمة الولاية، على الرغم من أن المنطقة قريبة من الجزائر العاصمة، الأمر الذي وضع النظام الحاكم في حرج بعدما كان يخطط للإعلان عن ترشح تبون خلال الأيام الماضية، وهو ما تم تأجيله عمليا.

وخرج الآلاف من الجزائريين الغاضبين نتيجة استمرار أزمة انقطاع المياه عن البيوت، ما حول حياتهم إلى جحيم بسبب عدم توفرهم على مياه الشرب وعدم قدرتهم على الاستحمام أو ضمان نظافتهم الشخصية، الأمر الذي اعتبروه حاطا بكرامتهم الإنسانية، وما زاد الطين بلة هو تعهد تبون بحل الأزمة في غضون 48 ساعة قبل أن يتضح أن الأمر يحتاج لأسابيع.

وكانت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، قد أوردت أول أمس الثلاثاء أن منطقة تيارت الجزائرية شهدت في الأيام الأخيرة أعمال شغب عنيفة، جراء معاناة الساكنة من الجفاف، واضطرارهم للوقوف في طوابير من أجل الحصول على حصص من الماء.

وحسب التقرير نفسه، فإن الكثير من المحتجين والملثمين قاموا بإضرام النار في إطارات السيارات وأقاموا حواجز مؤقتة في الطرقات، للاحتجاج على الوضع المتردي بسبب قلة المياه، وفي ظل عجز الحكومة الجزائرية في إيجاد حلول دائمة.

وأشارت الوكالة الموثوقة إلى أن هذا الاحتجاجات جاءت بعد اجتماع لمجلس الوزراء الأسبوع الماضي، حيث طالب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بتنفيذ، "إجراءات طارئة" في منطقة تيارت، من أجل إمداد الساكنة بالماء، وبعث بعدد من المسؤولين لإيقاف الاحتقان.

ودخلت أزمة المياه في تيارت أسبوعها الرابع، ومنذ بدايتها أعلن تبون عن منح مهلة للسلطات مدتها 48 ساعة لحل الأزمة، ليزور وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية إبراهيم مراد، ووزير الري طه دربال المنطقة متعهدين بإيجاد حلول.

وعلى أرض الواقع بعثت السلطات صهاريج مياه قادمة من ولايات أخرى، في إطار الحلول المؤقتة إلى حين الوصول إلى حل نهائي بعد عيد الأضحى، وفق تصريحات لوزير الداخلية، وحتى تلك المياه اتضح أنه يتم بيعها أو توزيعها بمنطق الزبونية والمحسوبية والرشاوى، وفق ما كشف عنه تصريحات محتجين غاضبين.

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...