استطلاع رأي: 6 في المائة فقط من المغاربة يرون أن أمريكا تدافع عن أهالي غزة لكن أغلبيتهم يفضلون سياساتها على الصين
كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "البارومتر العربي"، عن تحميل المغاربة المسؤولية للولايات المتحدة الأمريكية، في الحرب الإسرائيلية على غزة، معتبرين أنها تدافع عن مصالح الدولة العبرية، لكنهم استمروا في إبداء ثقتهم في السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، مقارنة بدول عربية أخرى التي أصبح مواطنوها ينحون نحو الصين.
واعتبرت المؤسسة في تقريرها حول نتائج الاستطلاع أن تاريخ 7 أكتوبر 2023، أي اليوم الذي نفذت فيه حركة "حماس" عملية "طوفان الأقصى" داخل مستوطنات غلاف غزة، كان "لحظة فاصلة، ليس بالنسبة إلى إسرائيل فقط، إنما أيضًا للعالم العربي، موردا أن "هجوم حماس وعملية إسرائيل العسكرية المدمرة في غزة جاءا ليشُلا التقدم نحو التطبيع"، الذي كانت الرباط طرفا فيه.
وأورد التقرير أن "زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المخطط لها أواخر 2023 إلى المغرب لم تحصل"، وتابع "خرج الآلاف إلى الشوارع احتجاجًا على حرب إسرائيل وعلى الأزمة الإنسانية التي سببتها. وطالب المتظاهرون في الأردن والمغرب بإنهاء اتفاقيات سلام دولتهما مع إسرائيل، تعبيرا عن الإحباط من عدم استماع الحكومتين إلى الناس".
هذا الوضع كان له انعكاس مباشر على علاقة المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، حسب خلاصات الاستطلاع، وتحديدا على مكانة واشنطن لدى المواطنين المغاربة، حيث رأى 6 في المائة فقط أن الأمريكيين يدافعون على أهالي غزة، وهو الرقم نفسه المسجل في لبنان، مقابل 8 في المائة في الكويت و5 في المائة في موريتانيا و2 في المائة بالأردن.
وأيد أكثر من 60 في المائة من المستجوبين في المغرب وباقي الدول العربية الأخرى المشاركة في الاستطلاع، مقولة أن "الولايات المتحدة الأمريكية تحمي حقوق إسرائيل"، كما أن 24 في المائة من المغاربة اختاروا مصطلح "مجزرة" لتوصيف ما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة، وهي النسبة نفسها التي اختارت عبارة "حرب".
وربحت الصين مساحات لدى المواطنين العرب، وفق التقرير، "ففي كل من الأردن والمغرب، وهما من الدول الحليفة الأساسية للولايات المتحدة الأمريكية، استفادت الصين من ارتفاع بواقع 15 نقطة مائوية على الأقل في تصنيفات المواطنين لها""، وأيد مقولة أن الصين ملتزمة بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين نسبٌ بلغت 14 في المائة فقط في لبنان، و13 في المائة في المغرب، و9 المائة في الكويت و7 بالمائة في الأردن، و3 في المائة في موريتانيا.
ومع ذلك، الدولة الوحيدة التي شملها الاستطلاع التي ظهر فيها توجه معاكس للتوجه السائد من ارتياب في السياسات الأمريكية بالمنطقة، كانت هي المغرب، ففي 2022، كان لدى 69 في المائة من المغاربة آراء إيجابية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر نسبة دعم، بفارق كبير عن النسب في الدول الأخرى، في العالم العربي، حسب التقرير.
وأودت الوثيقة أن هذا الدعم الكبير زاد، إذ توصل استطلاع الباروميتر العربي في شتاء 2023-2024 إلى أن 74 بالمئة من المغاربة حاليًا يحملون آراء إيجابية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن المغرب هو البلد الوحيد الذي يُفضل سكانه بوضوح السياسات الأمريكية الأمنية تجاه الشرق الأوسط على سياسات الصين، بفارق 13 نقطة مائوية.
