الجزائر عاجزة عن حل أزمة المياه في تيارت.. والحكومة تلجأ لاجتماعات طارئة لتفادي تكرار الأمر في ولايات أخرى
عجزت الجزائر عن إيجاد حل لأزمة المياه في ولاية تيارت، حتى بعد انقضاء عيد الأضحى، الفترة التي حددها وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية إبراهيم مراد، من أجل إنهاء أزمة مستمرة لأكثر من شهر، وهو ما دفع الحكومة لعقد سلسلة من اجتماعات الأزمة أمام تزايد الاحتجاجات في الولاية التي يتعدى تعداد سكانها 1,3 ملايين نسمة.
وكشفت وزارة الموارد المائية والأمن المائي أن الوزير طه دربال ترأس اجتماعا مع أطر الوزارة لوضع "خطة استباقية لمواجهة أي نقص في الماء الشروب"، وهو ما يشي بوجود إرهاصات لتكرار السيناريو الذي تعيشه تيارت في ولايات أخرى مع حلول فصل الصيف واشتداد أزمة الجفاف في البلاد التي أثرت على مخزون العديد من السدود غير الخاضعة للصيانة الدورية.
وأوردت الوزارة أن أن هذا الاجتماع انبثق عنه "تنصيب خلية يقظة ومتابعة على مستوى وزارة الري من أجل ضمان السير الحسن للخدمة العمومية للمياه عبر كامل التراب الوطني"، وفق منابر جزائرية فإن هذا الإجراء يأتي في ظل "أزمة مياه حقيقية تعيشها العديد من ولايات الوطن، خاصة بغرب البلاد، على غرار مدينة تيارت".
وأول أمس الخميس شهدت الجزائر العاصمة اجتماعا للحكوم ترأسه الوزير الأول نذير العرباوي، خصص لتدارس الأزمة المتفاقمة لنقص المياه، ووفق ما تم الإعلان عنه رسميا فقد جرى خلاله استعراض مختلف التدابير المتخذة لتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بتعزيز التزويد بالمياه الصالحة للشرب.
وأوردت الحكومة أن الاجتماع تناول "مدى تنفيذ البرنامج الخاص الذي أمر به تبون، للتخفيف من وطأة نقص مياه الشرب، ضمن مشروع يهدف إلى الاستجابة بشكل مستدام لاحتياجات المواطنين"، وهي الخطة التي تأتي بعدما عجزت وعود رئيس الجمهورية عن إيجاد حل للأزمة المتفاقمة بعدما كان قد لوح بإنهائها في ظرف 48 ساعة.
وعلى أرض الواقع، لا زال المواطنون في تيارت يعانون من أزمة أنهت شهرها الأول على الأقل، وهو ما دفعهم إلى الخروج للشارع للاحتجاج عبر قطع الطريق وإضرام النيران في إطارات السيارات، بل ومحاصرة والي الولاية مطالبين إياه بتقديم حلول ملموسة، بينما تكتفي السلطات الجزائرية بمحاولة حجب تلك التحركات الشعبية على المستوى الإعلامي.
وكان وزير الداخلية الجزائري قد صرح منذ نحو3 أسابيع بأن الأوضاع "ستتحسن في غضون أسبوعين أي بحلول عيد الأضحى المبارك بفضل الإجراءات العملية التي سيتم اتخاذها"، وذلك عندما زار تيارت رفقة الوزير المكلف بقطاع المياه، وقبل ذلك كان الرئس تبون قد "أمهل" الحكومة 48 ساعة لحل هذه الأزمة.
وعانى سكان تيارت كثيرا جراء انقطاع المياه في عيد الأضحى، ووفق ما كشفته تدوينات وفيديوهات منتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، الفضاء الوحيد المتاح لهم داخليا للتعبير عن معاناتهم، فإن انقطاع المياه حول حياتهم إلى جحيم، بعدما أصبحت النظافة أو استعمال الحمام أمرا معقدا.