تقارير صادرة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تسلط الضوء على تجنيد الأطفال واستغلالهم في "تيندوف" جنوب جزائرية
كشفت تقارير صادرة على هامش الدورة السادسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المقامة بمدينة جنيف السويسرية ما بين 18يونيو و12 يوليوز، عن حالات صادمة لتجنيد الأطفال حول العالم وتسليح القاصرين واستغلالهم كأذرع بشرية في عدة صراعات سياسية بمناطق غير آمنة حول العالم.
وأوضح عبد القادر الفيلالي رئيس المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، في تصريح خاص لـ"الصحيفة"، أن هذا الخطر ليس حبيس منطقة محددة، بل بات يتشعب في كل دول العالم وحتى المناطق التي تعتبر نفسها محايدة وآمنة.
وأكد الفيلالي في ذات التصريح أن المغرب يدعم بشكل كبير مبادرة الوقوف في وجه هذه الظاهرة، ويحاول التصدي لها بكل الوسائل المتاحة مدركا أن حدود الدول تعد قنبلة موقوتة وبؤرة الخطر على استقرار الشعوب. وأضاف رئيس المركز للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، أن الوضع في مخيمات تندوف وتسليح القاصرين هو خطر يهدد القارة بأكملها وليس فقط المغرب، موضحا أن الكيانات والعصابات المنظمة التي تستغل الأطفال تعمل جاهدة على التوغل ضمن أنظمة مسلحة أكثر تنظيما لخدمة مصالح دول هدفها نشر الحرب وخلق زعزعة الاستقرار.
وأوضح الفيلالي في النقاش الذي عرف حضورا دوليا أن المغرب عامة ومركز الأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال خاصة يقدمون دعما كبيرا وشاملا لكل من تهددهم هذه الظاهرة، كما دعا إلى التلاحم من الدولي للفتك بهذه الظاهرة الغير إنسانية وبانتهاكات حقوق الانسان.
وجاء في التقرير أيضا أرقام مخيفة عن عدد الأطفال المجندين بمنطقة "تندوف" جنوب الجزائر، وانتهاكات حقوق الانسان التي يتعرضون لها في اجبارهم على حمل السلاح وضمهم في سن صغير لعصابات منظمة. وانتهاك حقوقهم الأساسية، مثل الأمن والتعليم، وأظهرت التقارير المدرجة في النقاش المقام على هامش الدورة السادسة والخمسون لحقوق الانسان، أن الظلم والتعذيب الذي يتعرض له الأطفال في مخيمات تندوف جنوب الجزائر هو صورة مماثلة لوضعيات هشة لقاصرين تحت سن 18 يتم استغلالهم في جنوب السودان وسوريا وفنزويلا كولومبيا والمكسيك وكازاخستان وأفغانستان وجنوب لبنان.
وأبانت التقارير أن هناك كيانات ودول تستغل الفقر في بعض المناطق والنمو الديمغرافي الكبير وقلة التوعية لاستدراج القاصرين للتجنيد والإنتماء لعصابات دولية مقدمة لهم وعود بمستقبل أفضل من أجل خدمة أجنداتها السياسية والأيدولوجية. وأفادت شهادات الحضور خلال المناقشة ممن عاشوا تجارب ممثالة، أن التجنيد لا يقتصر لا حرمان الطفل من حقوقه واضطهاده نفسيا وجسديا، بس التضحية بروحه، حيث سجلت العديد من حالات الوفيات ل أطفال قتلو خلال تدريبهم على غرس الالغام وفك القنابل.
ودعا الحضور بالاجماع المجتمع الدولي للتكافل وتقديم الدعم الكافي للتصدي لهذه الظاهرة، وتكثيف جهود التوعية وتسخير الاعلام لوضع هذه الظاهرة تحت المجهر قبل أن تلتهم سلام وأمن الدول.