تزامنا مع استعدادات النظام للانتخابات الرئاسية.. حزب جزائري يحيي ذكرى الرئيس بوضياف الذي عاش في المغرب قبل أن يتعرض للاغتيال
أعلن حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، المعارض للنظام في الجزائر، استحضار ذكرى اغتيال الرئيس الأسبق، محمد بوضياف، الذي عاش طويلا بالمغرب، وذلك تزامنا مع الشروع في تلقي الترشيحات لإقامة الانتخابات الرئاسية، التي يُنتظر أن يقدم الرئيس الحالي، عبد المجيد تبون، أوراق ترشيحه لها للبقاء على رأس الجمهورية لعهدة ثانية.
وأعلن الحزب، التي تعرض نجل أحد قيادييه للقتل قبل نحو 3 أسابيع، عن برنامج للإحياء "يوم الذاكرة"، الذي يحتفي به يوم 29 يونيو من كل سنة، تزامنا مع ذكرى اغتيال الرئيس بوضياف، سنة 1992، أشهرا بعد توليه رئاسة الجمهورية، وذلك إثر تعهده بإحداث تغييرات جذرية في العديد من المؤسسات في سبيل إنهاء الحرب الأهلية.
وكخطوة رمزية يؤكد من خلالها الحزب فقدان الثقة في النظام الحالي وفي العملية السياسية، أعلن التجمع عن توجه أعضائه ومناصريه إلى قبل الرئيس الراحل ووضع إكليل من الزهور عليه، بالإضافة إلى الوقوف دقيقة صمت يتلوها عزف النشيد الوطني الجزائري، في حين سيلقي رئيس الحزب، عثمان معزوز، الذي يطالبه بعض المعارضين بالترشح للرئاسيات، كلمة بالمناسبة.
والرئيس بوضياف، الذي يجري استحضار ذكراه اليوم السبت، هو أحد قادة الثورة الجزائرية، والرئيس الرابع للجمهورية، كان النظم قد حكم عليه بالإعدام سنة 1963 بتهمة "التآمر على أمن الدولة"، ثم جرى تخفيف الحكم عليه ليعيش منفيا بين سويسرا وباريس، قبل أن يستقر في المغرب طيلة عقدين من الزمن، ثم عاد إلى الجزائر في يناير من سنة 1992.
وعُين بوضياف رئيسا للمجلس الأعلى للدولة من طرف السلطات العسكرية في البلاد التي انقلبت على نتائج الانتخابات وأجبرت لفه الشاذلي بن جديد على الاستقالة من رئاسة الجمهورية، لكن الرئيس الجديد وفور توليه مقاليد السلطة تعهد بمحاربة الفساد وإحداث تغييرات جذرية في هيكل الدولة من أجل "إنقاذ الجزائر"، وهو ما يُرجح بقوة أن يكون سببا في اغتياله الغامض بتاريخ 29 يونيو 1992.
ويأتي استحضار التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية لهذه المأساة، بعد أسابيع من حديث رئيسه عن ضرورة التريث قبل الإعلان عن مشاركته في الانتخابات الرئاسية من عدمها، على اعتبار أن "الشروط غير متوفرة فعلا للمشاركة"، وأضاف أن الحسم في هذا الموضوع سيكون من خلال انعقاد المجلس الوطني للحزب، مباشرة بعد "يوم الذاكرة".
وفي 8 يونيو الماضي، أعلن الحزب مقتل نجل القيادي البارز فيه، عبد الله بوتاني، بولاية تمنراست جنوب البلاد، على الحدود مع دولة مالي، وهو ما دفع رئيسه لتوقيع بيان جاء فيه أن "هذه المأساة تؤكد أن الوضع الأمني بحدودنا غير متحكم فيه، فالتهديدات ما زالت موجودة ومثيرة للقلق"، ولم تُعرف الجهة المسلحة التي استهدفته.