في أولى تصريحاته.. سيوتي المتحالف مع مُتصدر الانتخابات التشريعية الفرنسية يتعهد بإعادة بناء "علاقات الصداقة والثقة" مع المغرب
أعلن الزعيم اليميني الفرنسي، إيريك سيوتي، المتحالف مع حزب "التجمع الوطني"، فور الإعلان عن تصدره الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها في دائرة نيس بفرنسا، والتي جرت يوم أمس الأحد، أنه يضع إعادة بناء العلاقات مع المغرب في صدارة أولوياته، واصفا المملكة بـ"الديمقراطية الكبيرة".
وأمام ميكروفونات وسائل إعلام فرنسية ودولية، قال سيوتي، الرئيس السابق لحزب "الجمهوريين"، إنه في حال تأكد فوز التحالف الذي ينتمي إليه فسيعيد هذا الأخير بناء "علاقات الصداقة والثقة" المغرب، موردا أن المملكة "بلد عظيم وديمقراطية كبيرة"، وتابع "لدي احترام كبير لهذا البلد وصداقة كبيرة معه".
وحسب سيوتي فإنه من الضروري "إعادة بناء العلاقة مع المغرب"، وهو أمر يحيل على تعهدات الزعيم اليميني بإصلاح العلاقات مع المغرب، والاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء بشكل صريح في حال ما أصبح رئيسا للجمهورية.
وتأتي تصريحات سيوتي بعد تصدره الواضح لنتائج الانتخابات البرلمانية الفرنسية في دورتها الأولى، حيث حصل على 41 في المائة من الأصوات، في حين أن منافسيه المباشرين من الجبهة الشعبية الجديدة وتحالف "معا" الذي أسسه الرئيس إيمانويل ماكرون، حصلا تواليا على أقل من 27 و23 في المائة من الأصوات.
ودخل سيوتي وأنصاره داخل حزب الجمهوريين سابقا، في تحالف حزب "التجمع الوطني"، بعد صدام داخلي دفعه إلى الانشقاق رفقة تياره، نظرا لمعارضة العديد من كوادر الحزب إعلانه التحالف مع اليمين المتطرف خلال الاستحقاقات التشريعية السابقة لأوانها.
وفي ماي من سة 2023، حل سيوتي ضيفا على قناة i24 الإسرائيلية في نسختها الناطقة بالفرنسية،عقب زيارة قام بها إلى الرباط مؤخرا، وإعلان حزبه دعم مغربية الصحراء، حيث قال إن هذا الموقف ليس جديدا وسبق له التعبير عنه قبل عدة أشهر، مضيفا "يكفي اليوم أن نعاين حجم التطور في جهات الصحراء التي يديرها المغرب بطريقة مثالية، للتأكد من أنه ليست هناك قضية أصلا".
وأورد سيوتي حينها أنه ليست هناك نقاش حول هذا الموضوع، لأن الأمر يتعلق بملف له علاقة بالقضايا الداخلية للجزائر، مبرزا أن علاقة المغرب بالصحراء لها مرجعية تاريخية بالإضافة إلى الروابط الحالية، كما شدد على وجود "تنمية اقتصادية قوية في تلك الجهات، والتي تؤدي إلى خلاصة مفادها أن سيادة المغرب على المنطقة غير قابلة للنقاش".
وسُئل سيوتي إذا ما كان سيعترف بمغربية الصحراء مباشرة بعد توليه رئاسة فرنسا في حال ما نجح في ذلك، كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية في 2020، أجاب رئيس حزب الجمهورين "بالتأكيد"، وهو الأمر الذي جعل محاوره يذكره بأن هذا الأمر يغضب الجزائر وقد يفقد بلاده الخط الطاقي المهم معها، لكنه أصر على عدم تقديم أي تنازلات للبلد المغاربي المذكور.
وفي حال ما إذا أصبح رئيس حزب التجمع الوطني وزيرا أولا، جوردان بارديلا، إثر الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المقررة يوم 7 يوليوز الجاري، فإن سيوتي سيكون له دور رئيسي في الحكومة المقبلة، وفق تصريحات ريفه الذي يمثل أقصى اليمين.