تألق لامين جمال في اليورو يتحول إلى نقاش سياسي في إسبانيا ويُحرج اليمين بسبب عدائه للمغرب والمهاجرين
خلق تألق اللاعب لامين جمال رفقة المنتخب الإسباني في يورو 2024، نقاشا سياسيا داخل إسبانيا في الأيام الأخيرة، بسبب خلفيته المهاجرة وأصوله المغربية – الغينية، ولا سيما بعد مباراة فرنسا التي يعود فيها الفضل إليه في تأهل منتخب "لاروخا" إلى النهائي، بعدما سجل واحدا من أجمل أهداف البطولة حتى الآن في تلك المباراة.
وتزامن تألق جمال "القاصر" مع وجود جدال سياسي بين الأحزاب الإسبانية بشأن توزيع القاصرين الأجانب المتواجدين في إسبانيا، وعلى رأسهم المغاربة، إضافة إلى نقاش الهجرة، حيث تتخذ بعض الأحزاب، وبالأخص اليمينية المتطرفة، مثل "بوكس" مواقف معادية، خاصة للقاصرين والمهاجرين من أصول مغربية.
واستغلت عدد من الأحزاب اليسارية، ومن بينها حزب العمال الاشتراكي الحاكم بقيادة بيدرو سانشيز، فرصة تألق لامين جمال (من أب مغربي وأم من غينيا الاستوائية)، للتأكيد على أهمية تواجد المهاجرين ومساهماتهم الفعالة في المجتمع الإسباني، وتألق إسبانيا في المحافل القارية والدولية.
وفي هذا السياق، قال عبد الخالق النجمي، الكاتب المغربي المهتم بالشؤون الإسبانية والمقيم بإسبانيا، بأن غالبية الإسبان تفاعلوا بشكل إيجابي مع تألق لامين جمال، بمن فيمن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، باستثناء حزب "بوكس" المنتمي لليمين المتطرف الذي له آراء مختلفة معادية للمهاجرين.
وأضاف النجمي في حديث لـ"الصحيفة" بأن هدف لامين جمال في المنتخب الفرنسي "هو أكثر من مجرد هدف، بل هدف كذلك في شباك حزب بوكس اليميني المتطرف والمناهض للمهاجرين وخصوصا وأن موضوع الهجرة مطروح الآن بحدة بين الحزب الشعبي والحزب المذكور حول توزيع المهاجرين القاصرين بين الأقاليم التي يحكمها الحزب الشعبي بدعم من بوكس".
وأشار النجمي إلى أن تألق لامين جمال وهدفه الرائع في مرمى المنتخب الفرنسي " أعاد القيمة والإعتبار للمهاجرين المقيمين بإسبانيا خصوصا، وأوروبا عموما"، مضيفا في هذا السياق، بأن "إسبانيا كما أوروبا تحتاج إلى المهاجرين نظرا لشيخوخة المجتمع الإسبانية، مما يُبقى حاجة دائمة لفئة الشباب النشط".
وبالنسبة للضغوطات التي يمارسها الحزب الشعبي و"بوكس" فيما يتعلق بالهجرة، قال عبد الخالق النجمي "أعتقد أن الحزب الشعبي لم يستفد من الهزيمة النكراء التي مني بها خلال الانتخابات العامة السابقة ومازال ينافس بوكس في أفكاره المتطرفة والمناهضة للمهاجرين. وأعتقد أن الحزب الشعبي إذا لم يغير من سياسته اتجاه المهاجرين خصوصا بعد هدف لامين جمال، لن يعود إلى الحكم في إسبانيا على الأقل في القريب العاجل".
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا النقاشي الرياضي السياسي في إسبانيا، يأتي بعد وقت قصير من رفع حزب "بوكس" والحزب الشعبي مطالب لحكومة سانشيز باللجوء إلى استعمال الجيش للتصدي للهجرة السرية من القادمة من بلدان الجوار، وعلى رأسها المغرب، وترحيل القاصرين والمهاجرين المغاربة.