عدو في أمريكا للاتفاق مع "بوينغ" على صفقة ضخمة للطائرات أياما بعد إقرارها بالاحتيال.. ويختار طرازا أدى إلى كوارث جوية
على الرغم من تسببها في كوارث جوية، واضطرارها لدفع غرامة كبيرة بسبب الاحتيال في الولايات المتحدة الأمريكية، لا زال الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، يُظهر ثقة كبيرة في شركة "بوينغ" الأمريكية، التي سافر إلى مقرها في سياتل من أجل التفاوض على صفقة شراء 188 طائرة جديدة.
المثير في الأمر أكثر، هو أن عدو زار، رفقة الوفد المرافق له، مصنع طائرات "737 ماكس" وهو نفسه الطراز الذي عُوقبت بشأنه "بوينغ" مؤخرا بعد أن قررت وزارة العدل الأمريكية أن الشركة لم تلتزم بتسوية سابقة تتعلق بحادثتين تورطت فيهما، الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام بخصوص ضمانات عدم تكرار ذلك في المغرب.
ووفق ما جاء في بلاغ لـ"لارام" نشرته منصة Aeronautique المتخصصة في مجال الطيران، فإن عدو زار منشآت بوينغ في سياتل، وهي الزيارة التي تأتي بعد لقاء مماثل مع مسؤولي "إيرباص" في تولوز، ما يبرز" النهج المتوازن للارام تجاه شراكاتها الاستراتيجية في إطار الصفقة التي أطلقتها لشراء 188 طائرة جديدة، كجزء من استراتيجية السياحة المغربية 2023 – 2025".
وجرى استقبال وفد الخطوط الملكية المغربية، وفق الوثيقة "بحرارة من قبل الإدارة التنفيذية لشركة بوينغ، استعرض هذا اللقاء أكثر من 70 عاما من التاريخ المشترك وأبرزَ تميز العلاقات بين الطرفين منذ تأسيس الشركة، كما زار فريق لارام مصنع بوينغ 737 ماكس، حيث اطلع على إجراءات الجودة وتحديات سلسلة التوريد".
ووفق منشور منصة Aeronautique فإن الخطوط الملكية المغربية أكدت مؤخرًا ثقتها في بوينغ بطلبها شراء طائرتين من طراز 787-9 دريملاينر و10 طائرات 737 ماكس 8، لتلبية احتياجاتها على المدى القصير، وتعكس هذه المشتريات التزام لارام المستمر بمُنتجات بوينغ، على الرغم من التحديات الأخيرة التي واجهها المصنع".
ومؤخرا قالت وكالة "بلومبرغ" إن "بوينغ" وافقت على الإقرار بالذنب في التآمر الجنائي للاحتيال على الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن قررت وزارة العدل أن شركة صناعة الطائرات لم تلتزم بتسوية سابقة تتعلق بحادثتين داميتين لطائرتها من طراز "737 ماكس"، ويُرتب الاتفاق بين الشركة والادعاء العام، من حيثُ المبدأ، سداد غرامة جنائية تصل قيمتها إلى 487,2 مليون دولار.
إلى جانب ذلك ستلتزم "بوينغ" بإنفاق 455 مليون دولار على الأقل لتحسين مستوى الامتثال وبرامج الأمن والسلامة على مدى الأعوام الثلاثة القادمة في إطار هذا الاتفاق، كما ستخضع لفترة مراقبة تحت إشراف المحكمة، ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن الصيغة النهائية لاتفاق الإقرار بالذنب يوم 19 يوليوز الجاري، حسب المصدر نفسه.
وفي 2019، ألغت الخطوط الملكية المغربية صفقة اقتناء طائرتي "بوينغ" من طراز "737 ماكس"، وذلك مخافة تكرار السيناريو المأساوي لسقوط طائرتين مشابهتين في كل من إثيوبيا وإندونيسيا، وأوردت "رويترز" عن "مصدر في شركة بوينغ" قوله إن شركة الطيران المغربية أوقفت العملية في يونيو عقب سقوط طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية شهر مارس من العام نفسه، ما أدى إلى مصرع 157 شخصا.
وفي يوليوز من العام الماضي، وقع رئيس الحكومة عزيز أخنوش مع عدو عقد برنامج يمتد إلى غاية 2027، وذلك "لتعزيز مكانة ودور النقل الجوي في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي، ومواكبة طموح المملكة لبلوغ 65 مليون مسافر في أفق سنة 2037"، وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الحكومة، وهذا العقد هو المحدد الاستراتيجي لمستقبل الملاحة الجوية المدنية في المغرب.
وبموجب هذا التعاقد، البالغة قيمته 25 مليار دولار، ستضاعف الخطوط الملكية المغربية أسطولها الجوي 4 مرات، لتنتقل من 50 طائرة حاليا إلى 200 خلال 15 سنة القادمة، كما ستقوم الشركة بتطوير خطوط جوية تواكب خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة، من خلال الانفتاح على وجهات دولية جديدة.