لتأمين الألعاب الأولمبية من خطر الهجمات الإرهابية.. عناصر الأمن والاستخبارات المغربية تصل إلى باريس

وصلت عناصر الأمن والاستخبارات المغربية إلى باريس، خلال الأسبوع الجاري من أجل المشاركة في تأمين الألعاب الأولمبية الصيفية التي تحتضنها فرنسا للمرة الثالثة في تاريخها وللمرة الأولى خلال القرن الحادي والعشرين، وذلك تنفيذ لاتفاق سابق بين وزارتي الداخلية في البلدين.

وبعد وصول عناصر الأمن القطرية الأسبوع الماضي والذي جرى الإعلان عنه رسميا، تحدثت معطيات فرنسية عن وصول عناصر المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني إلى العاصمة الفرنسية، لتأمين التظاهرة التي ستنطلق رسميا يوم 26 يوليوز الجاري.

ومن المنتظر أن تساهم القوات المغربية في التأمين الميداني للألعاب الأولمبية، بالإضافة إلى مهام أخرى أكثر دقة، تتمثل أساسا في التصدي للتهديدات الإرهابية، وتعقب نشاط الجماعات المتطرفة التي قد تستهدف حفل الافتتاح الذي سيحضره الرئيس إيمانويل ماكرون ودُعي له العديد من قادة الدول.

تخشى فرنسا استهداف حفل الافتتاح من طرف تنظيم "داعش"، خصوصا وأنها ترغب في تنظيمه في فضاء مفتوح بجوار نهر السين، لتخرج عن المعتاد في الدورات السابقة حين كان هذا الحدث يُنظم في أكبر ملعب أولمبي في المدينة المُحتضنة للألعاب.

وصول عناصر الأمن والأجهزة الاستخباراتية المغربية، كان قد جرى التنسيق بين البلدين بخصوصه بشكل مبكر، من خلال عدة لقاءات آخرها زيارة المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي إلى فرنسا في يونيو الماضي.

زيارة العمل التي قام بها حموشي، أجرى خلالها مباحثات مع نظرائه بكل من الشرطة الوطنية والأمن الداخلي والأمن الخارجي بفرنسا، تمحورت حول آليات تدعيم التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية ذات الاهتمام المشترك، وفق ما أورده بلاغ لقطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

وأجرى لمسؤول الأمني المغربي خلال الفترة من 26 إلى 28 يونيو الجاري، سلسلة من اللقاءات والمباحثات التي جمعته على التوالي بكل من سيلين برتون المديرة العامة للأمن الداخلي، و نيكولا ليرنر المدير العام للأمن الخارجي بفرنسا، شملت سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والرفع من مستويات التنسيق وتبادل المعطيات الاستخباراتية والعملياتية حول مختلف التهديدات الصادرة عن المنظمات المتطرفة وشبكات الجريمة العابرة للحدود الوطنية.

وعلاقة بتأمين التظاهرة الرياضية، قال البلاغ إن حموشي أجرى مباحثات مكثفة مع فريديريك فو، المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية، بحضور وفد هام من المديرية العامة للأمن الوطني، تم خلالها استعراض آليات التعاون والتنسيق المتقدم بين الطرفين في مختلف المجالات الأمنية، وخصوصا في ما يتعلق بوضع آليات استباقية لتقييم المخاطر وتبادل المعطيات على هامش العمل المشترك في تأمين الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس 2024.

وقبل ذلك، وفي أبريل الماضي، اجتمع كل من وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، ووزير الداخلية وما وراء البحار الفرنسي جيرالد دارمانان، بالرباط بحضور عدد من المسؤولين رفيعي المستوى بالبلدين، وأشار البلاغ الرسمي الذي تلا اللقاء إلى أن دارمانان أعرب عن شكره للمصالح الأمنية المغربية على دعمها الميداني واللوجستي في إطار الاستعدادات للألعاب الأولمبية باريس 2024.