الحكومة المحلية لسبتة: عدم زيارة ملك إسبانيا للمدينة وراءه أسباب دبلوماسية وجيوسياسية
اعترفت الحكومة المحلية لسبتة بأن زيارة العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس إلى المدينة المتمتعة بحكم ذاتي، والتي تطالب الرباط باستعادة السيادة عليها "أمر صعب التنفيذ لأسباب دبلوماسية وجيوسياسية"، في إشارة إلى وجود مخاوف من إغضاب المغرب.
وخلال جلسة عامة للبرلمان المحلي، يوم الأربعاء، اعتبرت كيسي تشاندرماني، المستشارة المكلف بالمالية في الحكومة المحلية والمتحدثة باسم الحزب الشعبي في المؤسسة التشريعية، أن زيارة العاهل الإسباني إلى المدينة، ليس أمرا ممكنا حاليا، رغم المطالب المحلية المتزايدة.
المسؤولة الإسبانية أوردت أن هناك "قضايا جيو-سياسية وجيو-استراتيجية وأسباب دبلوماسية تجعل تلك الزيارة صعبة التنفيذ"، وهو الأمر الذي يعني اعترافا ضمنيا بأن مدريد لا ترغب في خلق صدام مع المغرب الذي يعتبر أن سبتة ومليلية مدينتان محتلتان.
هذا الأمر أكدته النائبة عن حزب "سبتة الآن" اليساري المحلي المعارض، خوليا فيريراس التي عقبت قائلة "السبب سياسي وهو كذلك دائما، إذ لا يكن إغضاب البلد المجاور"، في إشارة إلى المغرب، وأضافت "لا يمكن إقناعنا بأن سبتة مثلها مثل باقي إسبانيا، هذا كذب فج".
السياسية المذكورة، ورغم أنها تصنف نفسها بأنها تدع النظام الجمهوري، وفق ما أوردت وسائل إعلام إسبانية، إلا أنها انتقدت عدم قدر القصر الملكي الإسباني والحكومة المركزية على ترتيب هذه الزيارة بعد 10 سنوات كاملة على وصول الملك فيليبي السادس إلى العرش.
وأوردت فيريراس أن العاهل الإسباني لم يقم بأي زيارة رسمية إلى سبتة ومليلية رغم أنها زار كل الأقاليم ذاتية الحكم في إسبانيا، واصفة الأمر بأنه "موقفُ خضوع"، وتابعت أنه "حتى بالنسبة للجمهوريين، زيارة الملك والملكة يساهم في ضمان انتماء سبتة إلى إسبانيا".
ولا يرغب البلاط الملكي الإسباني ولا حكومة بيدرو سانشيز في خلق أزمة جديدة مع الغرب، بعد أن أدت أزمة سنة 2021 إلى العديد من الأضرار بالنسبة لسبتة، التي توافد عليها رقم قياسي من المهاجرين غير النظامين، ولا زالت تعيش إلى الآن التبعات الاقتصادية لغياب الجمارك التجارية عن المعبر الحدودي.
وفي 2007 زار الملك السابق خوان كارلوس وعقيلته الملكة صوفيا مدينتي سبتة ومليلية، الأمر الذي تسبب في أزمة دبلوماسية دفعت الرباط إلى استدعاء السفير المغربي، عمر عزيمان، من مدريد، وإدانة هذه الخطوة بشكل رسمي.