تلقى تعليمه وتدريبه في المغرب.. هل يدفع الوزير الأول الموريتاني الجديد العلاقات بين الرباط ونواكشوط إلى شراكة أكبر؟
بدأ المختار ولد أجاي، الوزير الأول الموريتاني الجديد، أمس الإثنين، مهمة تشكيل تشكيل حكومة جديدة في البلاد، بعد تعيينه يوم الجمعة الماضي، من طرف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في هذا المنصب، بعد استقالة الوزير الأول السابق، محمد ولد بلال مسعود.
وحسب الصحافة الموريتانية، فإن اختيار ولد الغزاني للمختار ولد أجاي، لتولي منصب الوزير الأول، جاء بعد الثقة التي حظي بها، ولا سيما أن ولد أجاي كان إلى غاية يوم الخميس الماضي، يشغل منصب وزير مكلف بالديوان الرئاسي.
وكشفت الصحافة الموريتانية خلال الحديث عن سيرة ولد أجاي، أن الأخير الذي ازداد في سنة 1973 ببلدة المجرية التابعة لولاية تكانت جنوب وسط موريتانيا، كان قد تخرج سنة 1997 في المملكة المغربية، من المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد، حيث درس وتدرب في هذا المعهد، قبل أن يكمل مساره الدراسي في فرنسا، حيث حصل على الماجستير في الإحصاء والاقتصاد القياسي من جامعة تولوز الفرنسة في 2002.
ويفتح هذا التعيين لمسؤول موريتاني يرتبط بعلاقات بالمغرب في منصب مؤثر وحساس، الباب أمام إشارات متفائلة حول مستقبل العلاقات بين الرباط ونواكشوط، وخاصة أن المغرب يرغب في أن تكون موريتانيا "فاعلا أساسيا" في المبادرة الأطلسية، وإحدى البوابات المهمة للرباط نحو غرب إفريقيا وباقي دول القارة السمراء.
ويتوقع الكثير من المهتمين بالعلاقات المغربية الموريتانية، أن يلعب المختار ولد أجاي، دورا في زيادة تعزيز العلاقات بين المغرب وموريتانيا، ولا سيما أن ذلك يتماشى مع أعرب عنه الرئيس الموريتاني خلال لقائه برئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، خلال حفل تنصيب ولد الشيخ الغزواني رئيسا للبلاد لولاية ثانية يوم الخميس الماضي.
وكان أخنوش قد صرح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن الرئيس الموريتاني أعرب عن رغبته في تعزيز العلاقات الأخوية مع المملكة المغربية، ومواصلة تنميتها وتطويرها بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، وهو ما يُبشر بالمزيد من التقارب بين الطرفين.
وتجدر الإشارة إلى أن موريتانيا كانت قد رفضت المشاركة الاجتماع الشاوري الأول الذي عقدته الجزائر لتأسيس تكتل مغاربي يكون بديلا لاتحاد المغرب العربي، ويستثني المملكة المغربية، في إشارة كانت واضحة بأنها ضد محاولات الجزائر لعزل المغرب عن محيطه المغاربي، كما تشير أيضا إلى رغبتها في الحفاظ على علاقات جيدة مع الرباط والرغبة في تعزيزها عبر مبادرات كبرى مثل مبادرة "المنفذ الأطلسي" المغربية.
جدير بالذكر أنه جرى يوم الخميس الماضي، تنصيب محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا لموريتانيا، بعدما أعيد انتخابه خلال الانتخابات التي نظمت يوم 29 يونيو الماضي بعد حصوله على ما نسبته 56.12 في المائة من أصوات الناخبين الموريتانيين.
كما يُذكر أن ولد أجاي الذي عينه ولد الشيخ الغزواني وزيرا أول، سبق له وأن تولى عدة مناصب منها وزير المالية عام 2015، ثم وزير الاقتصاد والمالية ( 2016 – 2019)، كما شغل منصب المدير العام للشركة الوطنية الموريتانية للصناعة والمناجم (2019 - 2021 )، وقبل تعيينه وزيرا أول، كان يشغل منصب وزير مكلف بالديوان الرئاسي.