مناورات "الرعد الغامض".. الولايات المتحدة الأمريكية تزود المغرب بتقنيات وميزات عسكرية لمواجهة "الخصوم المحتملين"

 مناورات "الرعد الغامض".. الولايات المتحدة الأمريكية تزود المغرب بتقنيات وميزات عسكرية لمواجهة "الخصوم المحتملين"
الصحيفة - خولة اجعيفري  
الثلاثاء 6 غشت 2024 - 15:00

بعد مناورة الأسد الأفريقي 2024، يستضيف المغرب ابتداء من يوم أمس الاثنين وحتى 16 غشت الجاري مناورات "Arcane Thunder 24 أو الرعد الغامض" بالتعاون مع ألمانيا، بمشاركة حوالي 300 جندي من القوات العسكرية التابعة المملكة المتحدة، ألمانيا، المغرب، والولايات المتحدة الأمريكية وذلك في سياق مساعي هذه الأخيرة لتمكين حلفائها وفي مقدّمتهم الرباط من تقنيات وميزات عسكرية في "مواجهة الخصوم"، باعتبارها قوة إقليمية تلعب دورا حاسما في أمن واستقرار المنطقة، وأكبر مُقتنٍ للمعدات العسكرية الأمريكية في إفريقيا، والمستفيد الأول من التمويل العسكري الأجنبي والبرنامج الدولي للتعليم والتدريب العسكري.

وهذه، المناورات العسكرية التي يحرص المغرب في السنوات الأخيرة على المشاركة فيها لا تعد بالمطلق ترفاً عسكرياً، أو نشاط تقليدي للتحقق من مدى جاهزية القوات العسكرية والاطمئنان حول مدى قدرتها على تنفيذ ما يسند إليها من مهام للحفاظ على المصالح العليا للبلاد، بل هي إضافة إلى ما ذكر نشاط عسكري ممنهج وهادف ويتضمن الكثير من الدلالات والرسائل المطلوب إيصالها بشكل مباشر وغير مباشر إلى أكثر من جهة في سياق دولي متحرك، وتغييرات جيوسياسية متواصلة باتت تتهدد أمن واستقرار الدول خصوصا في منطقة إفريقيا ودول الساحل التي تواجه تحديات أمنية كبيرة كنتيجة لعدم الاستقرار السياسي، وتنامي نشاط الجماعات الإرهابية.

 فضلاً عن خطر الجريمة المنظمة العابرة للحدود، التي تأخذ عدة أشكال لعل أبرزها تهريب المخدرات والاتجار بالبشر والأسلحة، والاختطاف وفق  مؤشر الإرهاب العالمي الأخير الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام بسيدني، الذي اعتبر أنه في هذا الوضع يكون الأمن القومي المغربي، مُعرَّضاً للعديد من المخاطر والتحديات؛ فحدوده الجغرافية في تماس مباشر مع منطقة الساحل الأفريقي، التي تشكل مجالاً لامتداد هذه التهديدات، ما يفرض على المغرب أن يلعب دوراً أساسياً، بتنسيق مع دول المنطقة، في سبيل تحقيق الاستقرار وتعزيز فرص التنمية.

وما يجعل من استضافة المغرب لمناورات "الرعد الغامض" حدثا استثنائيا، هي أنها المرة الأولى التي يتم فيها إجراء هذا النوع من المناورات في القارة الأفريقية بعد أن احتضنت رومانيا نسخة العام الماضي من هذا التمرين بمشاركة ألمانيا وبولندا، إضافة إلى حضور مراقبين عسكريين من كل من إيطاليا وجمهورية التشيك، مما يزيد من ترسيخ التزام الولايات المتحدة بأمن المملكة كشريك وحليف استراتيجي، سيما وأن هذه المناورات  تهدف إلى  تحسين القدرات العسكرية للدول المشاركة وتعزيز التعاون والتفاهم والتنسيق فيما بينها لمواجهة التحديات المشتركة.

وتجرى هذه المناورات في بيئة مشتركة، ستركز على تمكين القوات المشتركة من حرية العمل في مسرح عمليات القيادة الأوروبية الأمريكية، إذ "تُواصل، هذا العام تعزيز قابلية التشغيل البيني مع قوات الحلفاء والشركاء تحت هياكل القيادة المنتشرة عبر أكثر من 3 آلاف كيلومتر من ألمانيا إلى شمال المحيط الأطلسي وإلى المغرب". وفق ما أفاد به العقيد الأمريكي باتريك موفيت، قائد فرقة العمل متعدد المجالات الثانية، الذي أكد في بيان لقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا وأوروبا، أنه سيتم تنفيذ هذه المناورات، التي تروم تحسين القدرات العسكرية للدول المشاركة وتعزيز التعاون والتفاهم والتنسيق فيما بين جيوشها النظامية لمواجهة التحديات المشتركة، لأول مرة في المملكة المغربية.

وتعكس هذه المناورات أيضا، الثقة التي يوليها الشركاء الغربيون للرباط وتعزز دوره كمحور استراتيجي في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.خاصة بالنسبة للولايات المتحدة التي تصبو تعزيز شراكتهما العسكرية الطويلة الأمد من خلال مناورة الرعد الغامض بقيادة فرقة العمل الثانية متعددة المجالات التابعة للجيش الأمريكي، التي تعمل على  تعزيز التعاون وقابلية التشغيل البيني بين الدول المشاركة من خلال التركيز على مزامنة واستخدام التأثيرات غير المميتة ضد الخصوم عبر الأرض والبحر والجو والإنترنت والفضاء.

وفي هذا الإطار، يرى الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيواستراتيجية والأمنية والعسكرية، أن حرص الولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم المغرب لهذه المناورات المهمة، راجع بالأساس إلى مساعي واشنطن لضمان حصول الدول الحليفة والشريكة مثل المغرب على ميزة حاسمة ضد الخصوم المحتملين في جميع المجالات والأبعاد البشرية والمادية والمعلوماتية لبيئة العمليات، خصوصا وأن هذه المناورات بالذات هي "تمرين محاكات دقيقة للحرب الكهرومغناطيسية على نطاق مسرح العمليات".

الخبير العسكري والجيوسياسي،  وفي تصريح خص به "الصحيفة"، شدّد على أن هذه المناورات بالغة الأهمية وهي "فرصة جديدة لتعزيز التعاون وتسليط الضوء على الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمغرب من خلال اختبار القدرات ومزامنتها".، مؤكدا أنه "سيكون هذا هو التكرار الثاني للتمرين Arcane Thunder 24 وسيتم تنفيذه في المغرب لأول مرة، مما يعزز الالتزامات التي تم التعهد بها تجاه أمن البلاد",

ونبّه المتحدث، إلى أن هذا التمرين المشترك، يأتي في إطار خارطة الطريق الموقعة بين المغرب و الولايات المتحدة الأمريكية والتي تهم التعاون العسكري و خلق عمل بيني بين القوات المسلحة الملكية و القوات الأمريكية، ويحيل بشكل واضح إلى اهتمام الولايات المتحدة الأميركية بالدور الإقليمي و القاري الذي تلعبه الرباط في حفظ الأمن والاستقرار في الأطلسي و المتوسط.

وعمل كل من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، في السنوات الأخيرة على تعزيز  تعاونهما العسكري من خلال الحوار الاستراتيجي والتدريب المشترك وبرامج الدعم، ففي فبراير الماضي، قام مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية الإفريقية (أفريكوم)، بزيارة للرباط، وأشاد بالتزام المغرب بالاستقرار الإقليمي وريادته في تعزيز التعاون الأمني.

وناقش الطرفان، خلال لقائه مع عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، إنجازات علاقات التعاون العسكري القائمة في إطار خارطة طريق الشراكة الدفاعية للأعوام 2020-2030، وأقرا بالنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها التعاون بين القوات المسلحة المغربية ونظيرتها الأمريكية.

وجاء هذا، عقب زيارة أخرى في الشهر نفسه، التقى فيها المفتش العام للقوات المسلحة المغربية محمد بريد، مع نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون الإفريقية جنيفر زكريسكي، لبحث مختلف جوانب التعاون العسكري، بما في ذلك الصناعة الدفاعية، وشراء المواد والمعدات والتدريب ونقل التكنولوجيا وإدارة الكوارث، كما أشادت وزارة الخارجية الأمريكية بدور المغرب الأساسي في الأمن الإقليمي، معترفة بالمغرب كشريك حيوي في تعزيز الاستقرار وجهود مكافحة الإرهاب والعلاقات الاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

النظام الجزائري.. ووهم القوة !

صَرَف النظام الجزائري ما يزيد عن 350 مليون دولار عن استعراض عسكري دام ساعتين بمناسية الذكرى 70 لـ"الثورة الجزائرية". كل هذا المبلغ الضخم صُرف من خزينة الدولة، فقط، ليرسخ صورة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...