رسالة تهنئة الملك للبقالي بعد الذهبية الأولمبية.. هل كانت أيضا "تحذيرا" للمسؤولين عن الرياضة المغربية؟
أنقذ العداء المغربي سفيان البقالي، أمس الأربعاء، ماء وجه الرياضة المغربية، بإحرازه الميدالية الذهبية لسباق 3000 متر موانع ضمن فعاليات ألعاب القوى في أولمبياد باريس 2024، وهو ما تلته رسالة من الملك محمد السادس، مزجت ما بين التهنئة والاستحضار الضمني للإخفاقات التي عانت منها الرياضة المغربية خلال هذه الدورة.
وجاء في الرسالة الملكية إلى البقالي "يسعدنا أن نبعث لك بأحر تهانئنا بمناسبة تتويجك بالميدالية الذهبية في سباق 3000 متر موانع في دورة الألعاب الأولمبية 2024 بباريس، واحتفاظك بهذا اللقب مغربيا للمرة الثانية على التوالي بعد دورة طوكيو 2020".
ونوه العاهل المغربي بالبقالي الذي جلب للمملكة أول ميدالية على الإطلاق في هذه الدورة الأولمبية، قائلا "وإننا إذ نبارك لك هذا الفوز المشرف لك ولبلدك المغرب، لنشيد بغيرتك الوطنية الصادقة وعزيمتك القوية ومثابرتك المعهودة للظفر بهذه الميدالية الأولمبية المرموقة".
لكن المثير للانتباه في الرسالة أيضا، هو أنها حملت إشارة إلى رياضات ورياضيين آخرين، إذ عبر فيها العاهل المغربي عن "أمله" في أن "يُمثل إصرارك ونجاحك المتميز نموذجا ملهما للرياضيات والرياضيين الشباب المغاربة، للحذو حذوك في سبيل تحقيق إنجازات تشرف الرياضة المغربية وترفع من مكانتها في القادم من مختلف الملتقيات الدولية".
هذه الإشارة تحيل بشكل ضمني إلى واقع الرياضة المغربية في أولمبياد باريس، لكن أيضا في دورات سابقة، ففي دورة طوكيو 2020 التي جرت في 2021 بسبب جائحة "كوفيد 19" انتظرت البعثة الأولمبية المغربية البقالي ليحصل على أول ميدالية، والتي كانت الوحيدة.
وحقق البقالي إنجازا غير مسبوق للرياضة المغربية، بحصوله على الميدالية الذهبية الأولمبية للمرة الثانية على التوالي، ليُصبح الرياضي المغربي الوحيد الذي يحصل على هذا التتويج في دورتين مختلفتين، علما أنه صالح الرياضة المغربية مع الذهب الأولمبي بعد 17 سنة من الغياب.
وأصبح البقالي ثاني مغربي يحصل على ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين، بعد هشام الكروج الذي حصل على ذهبيتين 1500 متر و5000 متر في أولمبياد أثينا 2004، ومنذ ذلك التاريخ لم يتمكن المغرب من الحصول سوى على فضية و3 برونزيات خلال 3 دورات، هي بيكن 2008 وريو دي جانيرو 2012 ولندن 2016.
وخلال الدورة الحالية شارك المغرب بـ60 رياضية، كأكبر بعثة في تاريخه، لكنه لم يتمكن من الحصول على أي ميدالية أخرى باستثناء ذهبية البقالي، في انتظار باقي المنافسات، كما أن نتائج معظم الرياضيين كانت كارثية بخروجهم من الأدوار الأولى واحتلالهم الصفوف الأخيرة.