اندلاع حرائق ضخمة في تيزي وزو بمنطقة القبائل بالجزائر.. وفرحات مهني يتهم النظام الجزائري ويُذكّر بسيناريو 2021
تعيش العديد من المناطق الجزائرية، وبالأخص منطقة تيزي وزو القبائلية، على وقع حرائق ضخمة اندلعت أمس السبت، ومازالت متواصلة تلتهم مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي، في وقائع تُشبه ما حدث في سنة 2021، عندما اندلعت حرائق ضخمة في غابات تيزي وزو وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ووفق ما ذكرته الصحافة الجزائرية اليوم الأحد، فإن فرق الاطفاء استنفرت العديد من الآليات والعناصر البشرية من مختلف المناطق المجاورة، من أجل العمل على إخماد الحرائق ومحاصرتها من أجل منع انتشارها، وتفادي التسبب في حدوث خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وتزامنا مع اندلاع هذه الحرائق في منطقة القبائل، خرج زعيم الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل (الماك)، فرحات مهني، بمنشور على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة على منصة "إكس"، يتهم النظام الجزائري بالوقوف وراء هذه الحرائق.
وقال مهني في هذا السياق "كما في عام 2021، تشهد منطقة القبائل حرائق تسببت فيها طائرات عسكرية تحلق فوق أراضينا. والدليل على ذلك، انظروا في هذه الصورة إلى اصطفاف نقاط اندلاع النيران!"، وأرفق المنشور بصورة تُظهر العديد من نقاط الحرائق في إحدى غابات منطقة تيزي وزو.
وأضاف مهني في منشوره بأنه قبل أيام من اندلاع الحرائق "قمنا بتحميل مقاطع فيديو تظهر خمس مروحيات في سماء القبائل، وكذلك طائرة تقوم بإلقاء مواد حارقة على الحقول. في توفيرة (البويرة)، قمنا أيضًا بتصوير نوع من طائرات "كانادير" وهي تملأ خزاناتها بالماء، بزعم أنها ستذهب لإطفاء الحريق، ولكن بمجرد أن ارتفعت في السماء، ألقت حمولتها فوق نفس البحيرة التي جاءت للتزود منها".
واتهم مهني بأن الجزائر "دولة مارقة ترهب الشعب القبائلي بالقمع والنار، ولهذا السبب وحده، فإن هذا الشعب له الحق في ممارسة حقه في تقرير المصير بشكل سيادي. فورًا!"، وتفاعل العديد من القبائليين مع منشور فرحات مهني وجددوا مطلب حق تقرير المصير.
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة تيزي وزو القبائلية كانت قد شهدت في صيف 2021، اندلاع حرائق ضخمة أدت إلى خسائر فادحة في البشر والحيوان والغطاء النباتي، ولقي العديد من عناصر الاطفاء مصرعهم في مساعي إخماد الحرائق، وكانت واحدة من المآسي التي عاشتها الجزائر في السنوات الأخيرة.
والغريب في الأمر، أن النظام الجزائري كان قد اتهم حينها المغرب بالتورط في حرائق تيزي وزو، مدعيا أن تلك النيران أشعالها موالون لحركة "الماك" الانفصالية المدعومة من المغرب، بالرغم من أن النظام الجزائري لم يُقدم أي دليلا يؤكد تورط المملكة المغربية.
كما أن الجزائر كانت قد رفضت حينها القبول بمساعدة المغرب في إرسال طائرات "كنادير" لإخماد الحرائق، إذ لم تكن البلاد تتوفر على أي طائرة خاصة بإخماد الحرائق، وهو ما كان قد جر انتقادات كثيرة على النظام الجزائري.