بعد إعلان موقفها الرسمي الداعم لسيادة المغرب على الصحراء.. فرنسا تلجأ إلى "الأسلوب المغربي" في التعامل مع الجزائر
لم يصدر عن فرنسا إلى غاية اليوم الأحد، أي موقف رسمي ضد التصعيد الجزائري تُجاهها، وهو التصعيد الذي جسدته الجزائر في تصريحات وقرارات مضادة لباريس، عقب إعلان الأخيرة عن موقفها الرسمي الداعم لسيادة المغرب على الصحراء.
وقررت الجزائر سحب سفيرها لدى فرنسا من أجل تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية، كما أعلن وزير الخارجية عن اتخاذ إجراءات ضد باريس في وقت لاحق، إضافة إلى لجوئها مؤخرا إلى اتخاذ قرار رفض استقبال مهاجرين جزائريين رحلتهم فرنسا إلى بلدهم، وأمرت الجزائر الطائرة الفرنسية بالعودة من حيث أتت.
وبالرغم من هذا التصعيد الفرنسي، لجأت باريس إلى أسلوب الصمت، في خطوة تُشبه إلى حد بعيد الأسلوب الذي صار ينهجه المغرب مع الجزائر في السنوات الأخيرة، وآخر الأمثلة تجاهل الرباط لما جاء في بيان الخارجية الجزائرية السابق لإعلان فرنسا عن موقفها من الصحراء، حيث ذكرت الجزائر المغرب بالاسم وصفته بالبلد "المستعمر".
وفي هذا السياق، قال محمد شقير الخبير السياسي في حديث لـ"الصحيفة"، تعليقا على لجوء الرباط وباريس إلى أسلوب الصمت في التعامل مع الجزائر، إن المغرب وفرنسا "يبدو أنهما اختارا الجانب الدبلوماسي في التعبير عن موقفهما فيما يتعلق بقضية الصحراء، حيث فضلا عدم مجاراة الجزائر في هجماتها الإعلامية".
وأضاف شقير بأن أهم سبب في نظره لصمت المغرب وفرنسا وعدم ردهما على الجزائر "يرجع إلى أن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء قد تم على أعلى مستوى سياسيا ودبلوماسيا من خلال الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إلى العاهل المغربي بمناسبة الذكرى الفضية لجلوسه على العرش، ورد عليها الملك المغربي ببلاغ صادر عن الديوان الملكي يثمن موقفه السياسي والدبلوماسي الجديد داعيا ماكرون إلى زيارة المغرب في الوقت الذي يراه مناسبا".
وبناء على هذا، يشير الخبير السياسي محمد شقير إلى أنه لا يوجد أي سبب لدخول كل من فرنسا أو المغرب في "أي جدال إعلام أو سياسي بعد ذلك"، على اعتبار أن الموقف من قضية الصحراء المغربية قد تم "حسمه نهائيا على أعلى مستوى".
جدير بالذكر أن المغرب تجاهل أكثر من مرة الاتهامات التي توجهها الجزائر إلى الرباط في العديد من القضايا، حيث سبق أن اتهمت الجزائر المغرب بأنه يستهدف زعزعة الاستقرار في البلاد، وأن تحالفه مع إسرائيل هو استهداف يُقصد به الجزائر، إضافة إلى العديد من الاتهامات التي فضلت الرباط عدم الرد عليه.
كما أن فرنسا تجاهلت – بخلاف الأمثلة السابقة – قرار الجزائر سحب سفيرها من باريس، كما تجاهلت على المستوى الرسمي مؤخرا رفض الجزائر استقبال رعاياها الذين رحلتهم فرنسا بسبب تواجدهم غير القانوني على ترابها.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :