الحملات الانتخابية الجزائرية.. موقف فرنسا يدفع تبون لاختصار الكلام عن الصحراء المغربية ويوجه الشكر إلى إسبانيا
اختصر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ظهورة الأول في حملته الانتخابية لرئاسيات الجزائر، في كلمة موجزة موجهة للشعب الجزائري، داعيا إياه لمنحه الثقة لتولي رئاسة البلاد لعهدة ثانية، تحت شعار "من أجل جزائر منتصرة".
وبالرغم من المواضيع والقضايا الكبرى التي كان ينتظر الشعب الجزائري أن يتحدث فيها تبون، إلا أنه تحدث بشكل موجز في كلمته الأولى، وحاول فيها إبراز الانجازات التي تحققت في عهدته والتي أعادت "الهيبة إلى الدولة" حسب تعبيره، بعدما كانت في الحضيض.
وعلى غير عادته، لم يُسهب الرئيس الجزائري في الحديث عن دور الجزائر في ما يسميه بـ"نصرة المظلومين" رابطا بين القضية الفلسطينية وما يصفه بقضية "الشعب الصحراوي"، حيث اكتفى بالقول أن الجزائر واصلت دعمها للقضيتين دون الدخول في أي تفاصيل لتوضيح الأدوار التي قامت بها الجزائر.
وتزامن هذا الاختصار غير المعهود من طرف الرئيس الجزائري، مع استمرار الأزمة السياسية مع فرنسا التي أعلنت دعمها للمغرب في قضية الصحراء، وهو ما دفع بالكثير من المتتبعين لقضية الصحراء المغربية إلى وصف ما حدث بـ"الصفعة السياسية الكبيرة" للجزائر من طرف باريس.
كما تزامن انطلاق الحملة الدعائية الانتخابية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مع دينامية تشهدها قضية الصحراء دعما للمغرب، حيث فتحت مؤخرا دولة التشاد، إحدى دول منطقة الساحل، قنصلية عامة تابعة لها في مدينة الداخلة، دعما للسيادة المغربية الكاملة على الصحراء.
ووفق ما يرى الكثير من المتتبعين لقضية الصحراء، فإن هذه التطورات التي تخدم الطرح المغربي في القضية الصحراوية، لا تترك للرئيس الجزائري أي فرصة لمحاولة إظهار مجهودات بلاده في دعم ما يسميه بـ"الشعب الصحراوي"، على اعتبار أن كل تلك المجهودات لم تثمر عن أي نتائج، وبالتالي يصعب إقناع الشعب الجزائري بذلك.
ومن بين الإشارات التي جاءت في كلمة تبون الموجزة، هي توجهه على غير العادة إلى توجيه الشكر إلى إسبانيا، لتعاونها مع الجزائر في استرجاع الأموال الجزائرية المنهوبة ونقلها إلى الخارج، وهو شكر يشير إلى تحسن في العلاقات الثنائية بين البلدين بعد أكثر من سنة ونصف من القطيعة بسبب موقف مدريد الداعم لمغربية الصحراء.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن الجزائر قررت أواخر العام الماضي بشكل مفاجئ إعادة علاقاتها مع إسبانيا، بدءا بتعيين سفير جديد لدى مدريد، ثم إعادة العلاقات الاقتصادية بشكل تدريجي، بالرغم من أن إسبانيا لم تُغير موقفها من قضية الصحراء، والذي كان السبب في تأزم علاقاتها مع الجزائر.