يختلف المرشحون والعداء واحد.. اسم المغرب يبرز في التنافس الانتخابي للرئاسيات الجزائرية
عاد اسم المغرب ليتردد من جديد في الحملات الانتخابية الجزائرية لرئاسيات شتنبر المقبل، حيث لجأ مرشح حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني شريف، لمهاجمة المملكة المغربية في تجمهر انتخابي بتلمسان أمس السبت، على غرار ما فعل الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون، في أولى خرجاته الانتخابية الأسبوع الماضي.
وكرر المرشح الرئاسي عبد العالي حساني، ما يُردده النظام الجزائر بشكل عام ضد المغرب، حيث اتهم الرباط بالتآمر ضد الجزائر، عن طريق التحالف مع إسرائيل، وزعم بأن النظام المغربي كان "دائما متآمرا على الجزائر تاريخيا"، ضاربا عرض الحائط العديد من مواقف النظام المغربي الداعمة للجزائر في العديد من الفترات التاريخية.
وقال متتبعون للشأن الانتخابي الجزائري، إنه بالرغم من اختلاف المرشحين، إلا أن العداء تُجاه المغرب يبقى هو القاسم المشترك بينهم، مما يشير إلى أن النظام العسكري في الجزائري هو الذي يتحكم بزمام الأمور، ولا يُمكن أن يسمح بمرشح يتبنى مواقف تدعو إلى المصالح مع المغرب وبدء صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
وأشار عدد من المتتعبين إلى شواهد تاريخية عديدة في تاريخ الجزائر الحديث، حيث تم تهميش العديد من الوجوه السياسية التي كانت ترغب في إنهاء الخلاف مع المغرب، في حين تم اغتيال آخرين، وعلى رأسهم الراحل محمد بوضياف الذي كان يود بناء علاقات جيدة مع المملكة.
ويرى الكثير من المتخصصين في العلاقات المغربية الجزائرية، أن النظام الجزائري العسكري، لا يرغب في بدء أي صفحة مع المغرب، على اعتبار أن بقائه في الحكم ينبني على تصريف المشاكل الداخلية بتشتيت أنظار الشعب الجزائري إلى "مشاكل خارجية مفتعلة"، وإلصاقها بـ"العدو الكلاسيكي"، أي المغرب، على حد تعبير رئيس أركان الدفاع الجزائري، السعيد شنقريحة في أحد تصريحاته.
وما يدل على ذلك، وفق ذات المصادر، أن المغرب سبق أن وجه عدة دعوات لأصحاب القرار في قصر المرادية من أجل إصلاح العلاقات وبناء مرحلة جديدة، من بينها دعوات من الملك المغربي محمد السادس نفسه، لكن الجزائر تجاهلت تلك الدعوات، بمبررات توصف بـ"الواهية" على اعتبار أن الجزائر لم تقدم أي دليل عليها.
وكانت الجزائر قد اتهمت المغرب بالتجسس عليها ببرنامج "بيغاسوس"، وإشعال الحرائق في "تيزي وزو"، والتحالف مع إسرائيل لاستهدافها، دون تقديم أي دليل في الحالتين الاولتين، في حين أكدت الرباط في الحالة الثالثة بأن استئناف العلاقات مع إسرائيل غير موجه لاستهداف الجزائر، وكان الملك محمد السادس قد أكد في إحدى خطاباته بأن الشر لا يُمكن أن يصيب الجزائر من جهة المغرب.
وفي ظل الدعايات الانتخابية للمرشحين الجزائريين، للرئاسيات المرتقبة في شتنبر، فإن التوقعات تشير إلى أن العلاقات بين البلدين ستستمر على منوال القطيعة، دون وجود أي مؤشرات على وجود انفراج، ولا سيما بعد النجاحات التي حققها المغرب في قضية الصحراء.