نُخبة الجزائر المتخلفة !

 نُخبة الجزائر المتخلفة !
الصحيفة - افتتاحية
الأثنين 26 غشت 2024 - 0:47

لم يبق للمرشحين للانتخابات الرئاسية الجزائرية التي ستجرى في السابع من سبتمبر المقبل إلاّ أن يُصَلُوا للعلي القدير علانية لمطالبة السماء أن تختفي المملكة المغربية من الخريطة ذات صباح!

فالعداء للمغرب وصل إلى حد المرض المُزمن الذي عبّر عنه كل من عبد العالي حساني شريف، وعبد المجيد تبون، ويوسف أوشيش، ضمن حملتهم الانتخابية التي يديرونها بزخم مفرط من "الخرف" التاريخي، وتضخم الأنا، والخواء الفكري والسياسي.

وعمد المرشحون الثلاثة لتمويل حملتهم الانتخابية بصناعة تصريحات بوجود مناسبة أو بدونها تعكس العُقد التاريخية للسياسيين في الجزائر تجاه المغرب، وصناعة وَهمٍ غريبٍ عن دعم فلسطين "ظالمة أو مظلومة"، حتى أصبح الأمر يشبه قراءة مرتجلة لقصص هاري بوتر الشهيرة.

يصعب على أي سياسي أو محلل كيفما كان مستواه أو عبقريته أن يجد أي ترابط أو ربط يمكن من خلاله فهم هذا المصير الثقيل والمؤسف الذي تسير إليه الجزائر مع مثل هذه النخبة الفوضوية، وما تنتجه من وجع السياسة بعد أن دفعتهم الأقدار إلى الواجهة بمساعدة "نظام عسكري قاسٍ" على حد تعبير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وعند بسط خريطة العالم، لن تجد إلا دول ثلاث فاشلة يلفضها محيطها بسبب نظامها الرجعي. هناك كوريا الشمالية في شرق آسيا، وفنزويلا في الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، والجزائر بشمال إفريقيا. وكلها دول ذات أنظمة عسكرية متخلفة همجية تعاني من تخلف نخبتها السياسية ينعكس على كل ما هو اقتصادي واجتماعي وثقافي على هذه البلدان وشعوبها.

تُدار الجزائر بعقلية عسكرية رجعية مستعدة للانتحار من أجل الانتصار إلى عقيدة مَبنية على العداء واستعراض القوة والخوف من التاريخ الذي يعكس حقيقتها المؤلمة. لهذا، ظلت الجزائر منذ عهد محمد إبراهيم بو خروبة (هواري بومين) الذي انقلب سنة 1965 على أحمد بن بلة أول رئيس مدني جزائري بعد الاستقلال (ظلت) تعتمد على محاولات يائسة لإضعاف محيطها كي تصنع لنفسها هيمنة ترغب فيها على منطقة شمال إفريقيا، وذلك بخلق ودعم كيانات انفصالية وهمية في المغرب، وكذا، في مالي، والنيجر، ودعمها بملايين الدولارات التي يتحصل عليها النظام الجزائري من عائدات الغاز والبترول.

ومنذ سنة 2011 إلى سنة 2023 دخلت خزينة الدولة الجزائرية ما يزيد عن 800 مليار دولار من عائدات النفط والغاز، غير أن البلاد مازالت سنة 2024 تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية، ومتخلفة في البنيات التحتية، ونصف سكانها جنوبا يعانون العطش، وتمنع توريد كل حاجيات الجزائريين من السيارات والآلات الميكانيكية والخدمات من الخارج حفاظا على العملة الصعبة من أجل صرفها في التسلح استعدادا لمعركة مقدسة مع المغرب تنتظرها منذ حرب الرمال سنة 1963 حيث هزم الجيش المغربي نظيره الجزائري.

كان يمكن للجزائر أن تتحول إلى دولة متطورة في بنيتها، ومرجعا اقتصاديا، وبلدا متطورا، وشعبها يعيش بحبوحة خيرات بلاده لو صُرف النظام العسكري المتعاقب على الحكم 800 مليار دولار في ما يفيد الشعب ومستقبله، غير أن الواقع كان أكثر قسوة بوجود نظام عسكري لا ينتج غير الرغبة في الحرب وصناعة الدمار والفشل.

ذات يوم، لابد للجزائر أن تعيش "مخاضها" لتتخلص من هذه النخبة الفاسدة التي لا تستطيع تركيب جملة مفيدة، ولا سياسات حكيمة، ولا أفكار نيرة تبني بها مستقبل البلاد، وكل همها إرضاء جنرالات الجيش المتحكمين في السلطة وفي رقاب العباد على مدار 62 سنة.

النظام الجزائري.. ووهم القوة !

صَرَف النظام الجزائري ما يزيد عن 350 مليون دولار عن استعراض عسكري دام ساعتين بمناسية الذكرى 70 لـ"الثورة الجزائرية". كل هذا المبلغ الضخم صُرف من خزينة الدولة، فقط، ليرسخ صورة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...