رغم الحدود المغلقة.. الرغبة في الوصول إلى أوروبا تدفع المئات من الجزائريين للتسلل إلى المغرب
شهدت مدن شمال المغرب في الأسابيع الأخيرة، تزايدا ملحوظا في أعداد المهاجرين الجزائريين، خاصة في عمالة المضيق الفنيدق، حيث رصد فاعلون محليون تواجدا مكثفا للجزائريين الذين يرغبون في التسلل إلى مدينة سبتة المحتلة على أمل الوصول إلى أوروبا من أقرب نقطة في شمال المغرب.
ووفق ما كشفه فاعلون محليون بمدينة الفنيدق لـ"الصحيفة"، فإن المدينة عجت في الأسابيع الأخيرة بالمهاجرين الجزائريين، وكانوا من ضمن المئات من المهاجرين الذين قاموا بمحاولات التسلل إلى مدينة سبتة عن طريق السباحة الحرة انطلاقا من شاطئ الفنيدق الذي لا يبعد سوى بأقل من 3 كيلومترات من شاطئ سبتة المحتلة.
وأشارت في هذا السياق وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس"، إلى أن التدفقات الأخيرة التي شهدتها سبتة، عرفت تواجد أعداد كبيرة من المهاجرين من جنسية جزائرية، وكانوا من ضمن الذين وصلوا إلى المدينة، علما أن الجزائريين يُشكلون أكثر المهاجرين الأجانب المتواجدين في مركز إيواء المهاجرين غير النظاميين بسبتة.
وأعلنت سلطات سبتة المحتلة اليوم الجمعة، أنه بسبب التدفقات الكثيرة التي عرفتها المدينة في الأيام الأخيرة من طرف المهاجرين غير النظاميين، اضطرت السلطات إلى اتخاذ قرار ترحيل أكثر من 70 مهاجرا إلى مراكز إيواء أخرى في إسبانيا ابتداء من يوم غد السبت.
وكشفت الصحافة الإسبانية في هذا الصدد، أن غالبية هذا العدد من المهاجرين الذين سيتم ترحيلهم إلى إسبانيا غدا السبت، هم من جنسية جزائرية، الأمر الذي يؤكد الأعداد الكبيرة من الجزائريين الذين تمكنوا من التسلل إلى سبتة انطلاقا من التراب المغربي في الفترة الأخيرة.
ويأتي هذا التواجد الكبير للمهاجرين الجزائريين في المغرب، بالرغم من أن الحدود بين البلدين مُغلقة وقد أكملت في الأيام القليلة الماضية العقد الثالث من الإغلاق، حيث حدث ذلك في 27 غشت من سنة 1994، مما يشير إلى وجود حالات تسلل الجزائريين إلى المغرب عبر الحدود البرية.
كما يرجع سبب تواجد الكثير من المهاجرين الجزائريين في عمالة المضيق بهدف التسلل إلى سبتة المحتلة، إلى انتشار فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرها جزائريون كانوا قد تمكنوا من دخول مدينة سبتة في وقت سابق، حيث شجعتهم تلك الفيديوهات بشكل كبيرعلى القدوم إلى المغرب للسير على خطى مواطنيهم.
وتتزامن محاولات الجزائريين للتسلل إلى سبتة، مع ارتفاع محاولات الهجرة السرية من السواحل الجزائرية نحو سواحل جزر البليار الإسبانية في الشهور الأخيرة، مما يشير، وفق عدد من المعارضين الجزائريين، إلى وجود حالة اليأس لدى الشباب الجزائري في حدوث انفراج في ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، في ظل استمرار سيطرة العسكر على الحكم في البلاد.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :