مرور 66 عاما على العلاقات الروسية المغربية.. موسكو باتت أقرب إلى الرباط منذ 2016 والروابط الثنائية في تطور مستمر
أكمل المغرب وروسيا مع فاتح شتنبر الجاري، 66 عاما على العلاقات الثنائية بين البلدين، عرفت فيها الرباط وموسكو تحولات عديدة، كانت أبرزها الزيارة التاريخية التي قام بها العاهل المغربي، الملك محمد السادس إلى روسيا، في 2016، والتي تُعتبر حسب العديد من الخبراء، نقطة تحول بارزة في الروابط الثنائية بين الطرفين.
وشهدت العلاقات بين روسيا والمغرب منذ 2016 تحولا إيجابيا على المستويين السياسي والاقتصادي، حيث لوحظ تحسن كبير في النبرة السياسية والدبلوماسية بين الرباط وموسكو، وانعكس ذلك إيجابا على المستوى الاقتصادي، حيث سجلت العلاقات التجارية ارتفاعا من حيث القيمة المالية السنوية، وبالأخص الصادرات الروسية نحو المغرب.
وفي هذا السياق، قال الخبير المختص في الشؤون الدولية، الدكتور بلال التليدي، في حديث مع "الصحيفة"، إن "أبرز ما يُميز العلاقات بين المغرب وروسيا، هو التحول الإيجابي الذي طرأ على العلاقات الثنائية عقب زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو في 2016، ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين".
وأضاف التليدي، بأن هذه الزيارة "أنهت مسارا سيئا في العلاقات بين البلدين، وفتحت الباب أمام حدوث تحسن وتطور إيجابي بين روسيا والمغرب "، مشيرا إلى أن روسيا كانت قبل هذه الزيارة تُعادي المملكة المغربية، ولا سيما في قضية الصحراء، حيث كانت تنحاز في هذا الصراع إلى الجزائر، خاصة في قرارات مجلس الأمن.
وأصبحت النبرة السياسية والدبلوماسية الروسية اليوم أكثر إيجابية تُجاه المغرب، ويظهر ذلك في ما نشرته السفارة الروسية بالمغرب على حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي أول أمس الإثنين، حيث قالت إن "الذكرى الـ66 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والمغرب التي تُصادف الأول من شتنبر حيث بدأت في 1 ستنبر 1958.. تُبرز عمق العلاقات بين البلدين، والتي تتسم بالتعاون والاحترام المتبادل والتفاهم، بالإضافة إلى القيم المشتركة التي تجمعهما".
وقال بلال التليدي، بأن تطورات إقليمية ودولية حدثت في السنوات الأخيرة، ساهمت في زيادة منسوب التحسن في العلاقات بين موسكو والرباط، خاصة أن المغرب أبقى على علاقاته الكاملة مع روسيا في مختلف المجالات حتى في ذروة الحصار على موسكو جراء الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن المغرب وقع اتفاقا هاما مع روسيا يتمثل في إنشاء محطة للطاقة النووية في المملكة بكلفة 40 مليار دولار.
ويتزامن هذا، وفق التليدي، مع حدوث شرخ في العلاقات بين روسيا والجزائر في السنوات الأخيرة، حيث أن الجزائر "أفشلت الأجندة الروسية في صراعها مع أوروبا، بتوقيعها لشراكات استثنائية مع كل من إيطاليا وفرنسا لرفع الصادرات الغازية الجزائرية إلى أوروبا، وهو ما أحدث ضررا بروسيا".
كما أن الجزائر، لم تساعد روسيا في مساعيها للامتداد في منطقة الساحل بإفريقيا، حسب ذات الخبير، حيث يتعارض البلدان في هذه المسألة، إضافة إلى أن الجزائر تراجعت عن شراء أسلحة بقيمة 17 مليار دولار، تحت الضغوط الأمريكية.
واعتبر التيليدي أن كل هذه الاعتبارات، تخدم بطريقة غير مباشرة مصالح المغرب، حيث تدفع روسيا للتقارب أكثر مع الرباط، بالرغم من أن العلاقات الثنائية إلى حدود الساعة "لا يُمكن وصفها بالممتازة، إلا أنها في طريق التحسن والتطور الإيجابي بشكل مستمر".