تداعيات التوتر المتصاعد في شمال مالي.. تقرير: دعم الجزائر للأزواد قد ينقلب عليها مستقبلا ويُحرك نزعة انفصالية داخلها

 تداعيات التوتر المتصاعد في شمال مالي.. تقرير: دعم الجزائر للأزواد قد ينقلب عليها مستقبلا ويُحرك نزعة انفصالية داخلها
الصحيفة – بديع الحمداني
الأربعاء 4 شتنبر 2024 - 15:30

تشهد منطقة شمال مالي توترات متصاعدة، بين حركة الأزواد الانفصالية ونظام باماكو، ولا سيما بعدما لجأ أزواد مالي إلى التحالف مع أزواد النيجر، من أجل التصدي لأي تحالف إقليمي لوأد تحركاتهم، مما يُهدد بتفجر الوضع في أي لحظة وتأثر كل منطقة الساحل بذلك.

وقال تقرير نشرته صحيفة "العرب اللندنية"، إن التحالف العسكري بين أزواد مالي وأزواد النيجر يريح الجزائر التي تدعم الأزواديين في شمال مالي، بالنظر إلى أنه "يُربك خصومها الإقليميين" ومن يدعمهم من الخارج كروسيا وتركيا، لكن هذا الدعم قد ينقلب عليها مستقبلا.

وأضاف نفس المصدر في ذات السياق، بأن الدعم الجزائري للأزواديين قد يُحرك نزعة الانفصال  في المنطقة ككل، بما فيهم الطوارق الذين يتواجدون داخل الحدود الجزائرية في منطقة الجنوب، وسيصعب عليها حينها التحكم في تلك التطورات المتعلقة بالانفصال.

وأشار التقرير إلى أن العلاقات الحالية بين مالي والجزائر جد متوترة، وأن مالي تُفكر في طرد السفير الجزائري من البلاد، بسبب الخلافات القائمة بين الطرفين، حيث تنحاز الجزائر إلى الأزواديين في حين يرغب النظام في مالي في القضاء على الحركة باعتبارها حركة "إرهابية" وفق وصفه لها.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن  صحيفة "لوبينيون" الفرنسية، بدورها أفات في تقرير نشرته يوم الأحد الماضي بأن العلاقات بين الجزائر والنظام العسكري الحاكم في مالي، تسير نحو تدهور مستمر، وتطور الوضع إلى مواجهات في أروقة الأمم المتحدة، وتبادل الاتهامات، وحتى الاحتكاك العسكري على الحدود بين البلدين.

وقالت الصحيفة الفرنسية في هذا الصدد، إن الجزائر اضطرت في الأيام الماضية إلى تحريك طائرة مقاتلة من طراز سوخوي في طلعة جوية على مقربة من الحدود المالية، في تحرك تحذيري للجيش المالي الذي كان يستخدم طائرة مسيرة عن بعد من طراز "بيرقدار تي بي 2" التركية، كانت تُحلق بالقرب من الحدود الجزائرية.

وأضاف المصدر نفسه، أن الممثل الرسمي للجزائر في الأمم المتحدة، وجه مؤخرا طلبا للمنتظم الدولي للتحرك لفرض عقوبات على تواجد مرتزقة "فاغنر" في مالي، في حين رد عليه ممثل مالي في الأمم المتحدة، بأن الجزائر تنشر أخبارا "زائفة".

وكانت الجزائر قد طلبت من مجلس الأمن بالأمم المتحدة، خلال انعقاد جلسته الأخيرة، بالتدخل من أجل إيقاف "أنشطة المرتزقة" في شمال مالي وبالقرب من حدودها الجنوبية، بعدما نفذت طائرة مسيرة عن بعد هجوما خلف مقتل أكثر من 20 شخصا، قيل أن جلهم مدنيين.

وقالت تقارير دولية، إن الجزائر لمحت خلال مداخلة ممثلها في الأمم المتحدة، إلى مرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية، التي تتواجد في مالي في الوقت الحالي لدعم التدخلات العسكرية للجيش بقيادة الحاكم في البلاد، أسيمي غويتا، ضد ما يصفهم النظام المالي بـ"الإرهابيين" في شمال البلاد.

وطالبت الجزائر بضرورة محاسبة من أقدم على قتل المدنيين في شمال مالي، في الوقت الذي قال التلفزيون الرسمي في باماكو، بأن الهجوم استهدف "إرهابيين"، ممن يطالبون بالانفصال، علما أن حركة انفصالية تنشط في شمال مالي تنتمي إلى الأزواد.

وتشهد العلاقات بين مالي والجزائر، أزمات منذ العام الماضي، عندما قررت مالي إنهاء اتفاق السلم الذي يجمعها بحركات انفصالية في شمال البلاد، وهو الاتفاق الذي كان بوساطة جزائرية، وقد طالبت باماكو من الجزائر عدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وتتهم مالي الجزائر بدعم ما تسميهم بحركات "إرهابية" في شمال البلاد، خاصة أن الجزائر سبق أن استقبلت بعض زعماء حركة الأزواد. كما أن خرجة الجزائر الأخيرة في مجلس الأمن الأممي، يفتح الباب أمام مزيد من التعقيد في العلاقات الثنائية.

ووفق العديد من التقارير الدولية، فإن التحركات الجزائرية وخرجاتها في مجلس الأمن، تشير إلى وجود قلق في الجزائر من توتر الأوضاع في الساحل ووصول تداعيات تلك التوترات إليها، خاصة أن الجزائر ترتبط بحدود جغرافية طويلة مع عدد من دول المنطقة، مثل مالي والنيجر وليبيا.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

غصّة بنكيران

لا يُفوت رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" الحالي، عبد الإله بنكيران، فرصة إلاّ ويرمي بكل التعب النفسي الذي مازال يحمله في دواخله منذ "البلوكاج الحكومي" الذي تلا ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...