له مواقف معتدلة من المغرب والجزائر.. ماكرون يُعين ميشيل بارنيي رئيسا للوزراء للخروج من المأزق السياسي
أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، عن تعيين، ميشيل بارنيي، السياسي المنتمي لحزب الجمهوريين (اليمين التقليدي)، رئيسا للوزراء خلفا لغابريال أتال، ودعاه، وفق بيان لإليزيه، إلى تشكيل حكومة فرنسية موحدة قادرة على الصمود في الجمعية العامة ولخدمة البلاد.
وحسب الصحافة الفرنسية، فإن ماكرون لجأ إلى تعيين بارنيي من أجل الخروج من "البلوكاج" السياسي الذي تعيشه البلاد منذ شهرين، بسبب عدم حصول التكتلات السياسية المتنافسة في الانتخابات التشريعية المبكرة، على الأغلبية التي تسمح لها بتشكيل الحكومة دون اللجوء إلى المفاوضات العسيرة.
غير أن هذا التعيين، وفق نفس المصادر، خلق نوعا من الجدل، بالنظر إلى أن بارنيي ينتمي إلى حزب حل في المرتبة الرابعة في الانتخابات التشريعية، وقد أعرب تحالف اليسار الذي تصدر الانتخابات عن رفضه لهذا التعيين، واعتبره مخالف للأسس الديمقراطية.
وأشارت الصحافة الفرنسية في ذات الوقت، إلى أن ماكرون وقع اختياره على بارنيي بعد عدة أسابيع من المفاوضات والمباحثات، مضيفة بأن ماكرون يعتقد أن بارنيي قادر على تشكيل حكومة توافقية تصمد في البرلمان الفرنسي.
ويُعتبر بارنيي من السياسيين الفرنسيين الذين يتخذون مواقف معتدلة بعيدة عن التطرف، وينعكس هذا حتى في مواقفه في القضايا الخارجية، ولاسيما في علاقات فرنسا مع كل من المغرب والجزائر، حيث سبق أن دعا في أكثر من مناسبة إلى ضرورة تحكيم لغة الحوار السياسي في العلاقات المتبادلة.
وكان بارنيي قد دعا منذ سنتين خلال حوار مع مجلة "جون أفريك" الفرنسية المهتمة بالشؤون الإفريقية، كل من المغرب والجزائر إلى تجاوز خلافاتهما عن طريق الحوار المباشر، على اعتبار أن أوروبا في مصلحتها أن تكون العلاقات المغربية الجزائرية جيدة.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، سبق أن أدلى بارنيي بتصريحات أكد فيها على ضرورة إيجاد حل سلمي متوافق عليه، ودعا إلى ضرورة وجود حوار سياسي مباشر بين المغرب والجزائر لحل هذه القضية، وفق ما يدعو إليه المغرب أيضا، حيث دعا الجزائر للموائد المستديرة لمناقشة قضية الصحراء.
هذا ويُرتقب أن يبدا ميشيل بارني ابتداء من يوم غد الجمعة، مفاوضاته مع جميع الاطراف والتكتلات السياسية في البلاد، من أجل تشكيل حكومة فرنسية موحدة، من أجل إخراج البلاد من الجمود الذي تعرفه منذ حوالي شهرين.
وتجدر الإشارة إلى أن ماكرون سبق أن رفض مرشحة التحالف اليساري المتصدر للانتخابات، لوسي كاستيت، مبررا رفضه بأن حكومة تقودها كاستيت من التحالف اليساري، لن تحصل على الدعم والمساندة في البرلمان، وقد يؤدي ذلك إلى فشلها، وعودة البلاد من جديد إلى الجمود السياسي.
هذا وكان ميشيل بارنيي عضوا في الحكومة الفرنسية خلال أربع مناسبات حيث شغل منصب وزير للبيئة (1993-1995)، ثم وزير للشؤون الأوروبية (1995-1997)، قبل أن يعين وزيرا للشؤون الخارجية (2004-2005)، وأخيرا وزيرا للفلاحة والصيد البحري (2007-2009).
كما سبق أن شغل منصب مفوض أوروبي مرتين، عضوا في البرلمان الأوروبي عامي 2009 و2010، قبل أن يتم تكليفه في 2016 بمهمة مناقشة شروط خروج المملكة المتحدة نيابة عن الاتحاد الأوروبي.