بعد شكوك من أحزاب إسبانية.. الرباط تستعرض مجهوداتها في مكافحة الهجرة منذ مطلع 2024
استعرض المغرب مجهوداته الكبيرة في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية، منذ مطلع 2024، تزامنا مع تزايد تدافقات الهجرة السرية مؤخرا على شمال المغرب وجنوب إسبانيا، حيث نجح في إحباط أزيد من 54 ألف محاولة للهجرة غير النظامية من فاتح يناير إلى متم غشت 2024.
ووفق الإحصائيات التي كشفت عنها وزارة الداخلية المغربية، في الأيام الأخيرة، فإن شهر غشت سجل أكبر عدد من محاولات الهجرة غير النظامية، حيث تم إحباط 11.323 محاولة على مستوى عمالة المضيق الفنيدق، و3325 محاولة على مستوى إقليم الناظور.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن الأشخاص الذين قاموا بهذه المحاولات ينتمون إلى جنسيات مختلفة. ويرجع العدد الكبير المسجل في عمالة المضيق الفنيدق، إلى قربها الجغرافي من سبتة المحتلة، حيث حاول الآلاف من المهاجرين خلال شهر غشت الوصول إلى المدينة السليبة عن طريق السباحة مستغلين الضباب الذي عرفته المنطقة في بعض الأيام.
كما أشارت وزارة الداخلية إلى تفكيك 177 شبكة إجرامية تنشط في تهريب المهاجرين غير النظاميين، منذ بداية السنة الجارية، وهو عدد كبير بالنظر إلى الظرف الزمني القصير، ويُظهر (أي العدد)، النشاط المتزايد للشبكات الإجرامية التي تستغل المهاجرين بالرغم من الملاحقات الأمنية المتواصلة.
وفيما يخص عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم من طرف البحرية الملكية المغربية، ممن كانوا في عرض البحر، سواء خلال السباحة أو على متن القوارب، فقد بلغ عددهم منذ مطلع السنة الجارية إلى متم غشت إلى أكثر من 10 آلاف و500 مهاجر.
وأبرزت السلطات المغربية، أن هذه المجهوادت كانت نتيجة ليقظة مختلف الأجهزة الأمنية، بالرغم من التحديات المتزايدة في هذا المجال، من طرف شبكات التهريب، والتحديات التي تفرضها الهجرات المستمرة للأشخاص من دول منطقة الساحل، بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها هذه الدول.
ويأتي استعراض المغرب لهذه المجهودات، تزامنا مع بعض بروز بعض أصوات الأحزاب السياسية الإسبانية المعارضة، التي تشكك في أن ارتفاع تدفقات الهجرة السرية على إسبانيا في الشهور الأخيرة، يقف المغرب ورائها، عن طريق تخفيف المراقبة على حدوده وسواحله.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن الحكومة الإسبانية سبق أن نفت عبر عدة قنوات لاتهامات أحزاب المعارضة للمغرب، وأكدت على تعاون الأخير في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية.
ويُشار في هذا السياق، أن وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبليز، قالت مؤخرا إن من أبرز أسباب ارتفاع تدفقات الهجرة غير النظامية التي تعاني منها إسبانيا وأوروبا عموما في الفترة الأخيرة، يرجع إلى الاضطرابات التي تعرفها منطقة الساحل، والتوغل الروسي الذي حدث في المنطقة بعد إهمال أوروبا للساحل.
وأكدت روبليز في تصريحات مع القناة الإسبانية الثالثة، نقلتها وكالة الأنباء "أوروبا بريس"، على تعاون المغرب مع إسبانيا في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية، حيث قالت إن فرق الجيش الإسباني في كل من سبتة ومليلية أبلغتها بالتعاون المغربي الكامل في محاربة الظاهرة.
وأشارت روبليز إلى منطقة الساحل، كأحد نقاط انطلاق المهاجرين غير النظاميين لاتخاذ المسارات البحرية المؤدية إلى إسبانيا وأوروبا، معتبرة أن علاج الظاهرة ينطلق من هذه المنطقة التي تعرضت للإهمال من طرف أوروبا، مما أدى إلى توغل روسيا في المنطقة، خاصة في دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر.