عودة "الفانتوم السوداء" وشخص يؤدي الزكاة عبر تسهيل "الحريك المجاني".. الإشاعات تستنفر السلطات المغربية في محيط سبتة

يعيش محيط ساحل مدينة الفنيدق، المجاور للسياج الحدودي لمدينة سبتة، على وقع استنفار أمني واضح، بسبب انتشار شائعات عبر منصات التواصل الاجتماع، مفادها أن المنطقة ستعرف موجة هجرة غير نظامية "مجانية ومُيسرة"، عبر زورق سريع من نوع "فانتوم" أسود اللون.

الفيديوهات التي اطلعت عليها "الصحيفة"، انتشرت بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل الفوري، منها فيديو نشره شخص معروف تلفزيونيا كان يقدم عروضا كوميدية ويعيش حاليا في أستراليا، والذي دعا الشباب المغاربة إلى اغتنام الفرصة.

وتتحدث تلك الشائعات عن أن شخصا من شمال المملكة، سيُنظم رحلات للهجرة غير النظامية من مدينة الفنيدق إلى سبتة، في إطار "تأدية الزكاة"، وتدعو جميع الشباب المغاربة الراغبين في الهجرة إلى الاستعداد للانطلاق يوم 15 شتنبر الجاري.

وذهبت تلك الإشاعات أبعد منذ ذلك، حين تحدثت عن عودة "زودياك فانتوم الأسود"، وهو قارب سريع كان قد ظهر سنة 2018، وقيل حينها إنه نقل الكثير من الأشخاص من شواطئ شمال المملكة إلى جنوب إسبانيا، ما خلق حالة فوضى كبيرة.

ووفق مصادر محلية، فإن سلطات إقليم المضيق - الفنيدق تخشى من توافد أعداد كبيرة من الراغبين في الهجرة غير النظامية إلى سواحل المنطقة يوم 15 شتنبر الجاري، قادمين من كل مناطق المغرب، إلى جانب المهاجرين الأجانب، بسبب سرعة انتشار الشائعة.

ومساء أمس الاثنين، أوردت المديرية العامة للأمن الوطني في قُصاصة، أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة تطوان وبتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت من توقيف شخص يبلغ من العمر 20 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في نشر أخبار زائفة ومحتويات تحرّض على تنظيم الهجرة غير المشروعة باستخدام الأنظمة المعلوماتية.

وكان المشتبه فيه، وفق المصدر نفسه، قد ظهر في شريط فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، يحرِّض فيه على تنفيذ عملية جماعية للهجرة غير المشروعة بتاريخ 15 شتنبر الجاري، وقد أسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة على ضوء هذه الدعوات التحريضية عن تحديد هوية المشتبه فيه، وذلك قبل أن يتم توقيفه بتنسيق مع عناصر الدرك الملكي بمنطقة "دار بوعزة" بضواحي مدينة الدار البيضاء.

وتم إخضاع المعني بالأمر لإجراءات البحث القضائي الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن الخلفيات الحقيقية الكامنة وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، مع الإشارة إلى أن الأبحاث والتحريات لا تزال متواصلة لتوقيف باقي المشاركين والمساهمين في فبركة ونشر هذه المحتويات التحريضية والأخبار الزائفة.

وتدخل هذه العملية الأمنية، وفق مديرية الأمن، في سياق الإجراءات المشدّدة والمجهودات المكثفة التي تبذلها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لمكافحة شبكات الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر، والدعوات المحرضة على ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.