السلطات الجزائرية توقف يومية "جزائر الغد" بشكل نهائي بعد نشرها ملفا عن احتمال "اغتيال" الرئيس تبون كما حصل مع الرئيس الراحل هواري بومدين
علقت السلطات الجزائرية طباعة "يومية جزائر الغد" بشكل فوري مع الشروع في إجراءات قانونية من أجل توقيف نشاطها بشكل نهائي، وفق ما جاء في بيان لوزارة الاتصال الجزائرية.
ووفق ذات المصدر، فإن القرار اتخذ الخميس الماضي استنادا إلى المادة 54 من الدستور والمادة 70 من قانون الصحافة المكتوبة والإلكترونية.
هذا، واستدعت السلطات الجزائرية، الخميس الماضي، مدير نشر يومية "جزائر الغد"، والمؤسس المدير النفيذي للجريدة، للإستماع إليهما بخصوص الملف الصحفي الذي نشرته الجريدة (عدد 10 بتاريخ 19 سبتمبر 2024) بسبب تضمنه معلومات قالت السلطات إنها "مضللة وغير موثقة ومخالفة للمواد المنظمة للعمل الصحفي المنصوص عليها في القانون العضوي.
وكانت الصحيفة الجزائرية قد نشرت على صدر غلافها ملفا بعنوان: "هل يخطط الصهاينة ومحو الشر لاغتيال الرئيس تبون؟". وأرفقت في الغلاف صورة لرئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، ولملك المغرب، محمد السادس، وللرئيس الفرنسي، إيمانمويل ماكرون، ولرئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو.
وكتبت ضمن العناوين الفرعية للملف أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكد أن الجزائر يتم استهدافها كل خمس سنوات من أجل زعزة استقرارها نظرا لما وصفته بـ"مواقفها التابثة". مشيرة إلى أن تبون مُعرض للاغتيال في أي لحظة مثل الرئيس الراحل هواري بومدين.
وأكدت الصحيفة الجزائرية أن مصادرها التي وصفتها بـ"العليمة" أكد لها أن الرئيس عبد المجيد تبون معرض فعليا للاغتيال في أي لحظة من طرف من وصفتهم بـ"قوى الشر". وتساءلت الصحيفة في عنوان آخر حيث كتبت: "لماذا ترتعد فرائص محو الشر الصهيوني من عهدة رئاسية ثانية لتبون؟
ولم تكن مثل هذه الأخبار التي تصدر في الجرائد الجزائرية استثناءا، خصوصا وأن أغلب الصحف تمول من طرف الدولة، وتابعة بشكل مباشر للجيش أو للجهات الأمنية في الجزائر، حيث سبق لصحيفة "الشروق" أن اتهمت الإمارات العربية المتحدة، بدفع المغرب للحرب مع الجزائر بسبب ما وصفته بـ"تحركات مشبوهة" من طرف ملحق الدفاع بسفارة الإمارات العربية في الجزائر، مشيرة إلى وجود "استعداء إماراتي ضد الجزائر" قد يفجر أزمة ديبلوماسية بين البلدين في أي وقت.
وحسب مانشرته الصحيفة، نقلا عما وصفته بـ "مصادر أجنبية جد موثوقة"، أن الملحق الإماراتي المشار إليه والذي يحمل رتبة عقيد، "صرح لأحد الدبلوماسيين، في حضرة نظرائه الأوروبيين، أنه في حال نشوب حرب بين الجزائر والمغرب، فإن بلاده ستقف بكل إمكاناتها مع المملكة العلوية."
واعتبرت الصحيفة الجزائرية أن هذا التصريح (المزعوم) من المسؤول الإماراتي، هو تصريح "أخرق" من مسؤول عربي كان يُفترض حسبها أن تبذل بلده كل الجهود من أجل إحلال السلام وفض النزاعات البينية، في إشارة إلى النزاع والخلاف القائم بين المغرب والجزائر.
وقالت "الشروق" الجزائرية، أن هذا التصريح ينضاف إلى ما سبق أن تداولته تقارير إعلامية جزائرية في وقت سابق، بشأن محاولات الإمارات لدفع الدول المحيطة بالجزائر، لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهي موريتانيا وتونس وليبيا، مشيرة إلى أن الجزائر مستاءة من هذه التحركات الإماراتية.
وسبق للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن أقال شهر يونيو من السنة الماضية (2023) وزير الاتصال محمد بوسليمان، بعد نشر فضائية محلية خاصة أنباء غير صحيحة حول طرد دبلوماسيين إماراتيين.
وحمّلت الرئاسة الجزائرية بوسليماني مسؤولية نشر خبر "طرد" السفير الإماراتي إثر اتهامات لبلاده بالتورط في أعمال استخباراتية لصالح جهاز "الموساد" الإسرائيلي، على الرغم من أن شبكة "النهار" الذي نشرت الخبر، والمقربة من السلطة الحاكمة في الجزائر، نشرت أيضا بيانا منسوبا لوزارة الخارجية تعرب فيه هذه الأخيرة عن "أسفها لهذه التصرفات الخاطئة والمخططات التي تستهدف الجزائر".
وقالت النهار إن الجزائر "طلبت من السفير الإماراتي مغادرة التراب الوطني، حيث أمهلته 48 ساعة لذلك"، مضيفة أن هذا القرار اتُخذ بعد "توقيف 4 جواسيس إماراتيين كانوا يتخابرون لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، لنقل معلومات سرية عن الدولة"، واصفة الأمر بأنه "مؤامرة دنيئة"، وهو الخبر الذي حذف بعد ذلك، لتُصدر الخارجية الجزائرية بيانا آخر.