"الجزائر لن تُؤذي روسيا".. تبّون "يُفخم" موقف بلاده لتخفيف "التوتر" مع موسكو بعد التصادم في منطقة الساحل

 "الجزائر لن تُؤذي روسيا".. تبّون "يُفخم" موقف بلاده لتخفيف "التوتر" مع موسكو بعد التصادم في منطقة الساحل
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 9 أكتوبر 2024 - 12:00

تحدث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال خرجته الإعلامية الأخيرة، عن العلاقات الجزائرية الروسية في الوقت الراهن، حيث قال بأن العلاقات التي تجمع بين البلدين هي "علاقة صداقة"، مُذكرا بوقوف روسيا مع الجزائر إبان حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي.

واستعمل تبون لهجة دبلوماسية محدودة، عما وصفه بالعلاقات الجيدة بين البلدين في المجال التجاري، قبل أن يُشدد على أن الجزائر لا يُمكن أن تُسبب أي "ضرر أو أذى" لروسيا، والباقي "هو مجرد تكهنات من هنا وهناك"، في تلميح إلى التقارير العديدة التي تشير إلى وجود ما يُشبه التصادم وتضارب المصالح بين البلدين، في منطقة الساحل بالخصوص.

واعتبر عدد من المهتمين بالشؤون الجزائرية، أن تصريح تبون بشأن العلاقات مع روسيا، لم يفصح عن الكثير من الحقائق بشأن اختلاف وجهات النظر بين البلدين، وحاول بدلا من ذلك تخفيف حدة "التوتر" مع موسكو بالقول بأن هناك علاقات صداقة تجمع الطرفين.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي، محمد شقير، إن "تصريح تبون الأخير هو فقط للاستهلاك الداخلي، الذي يأتي بعد تجديد رئاسته، ومحاولة التخفيف من حدة التوتر الذي بلغته العلاقات بين الجزائر وحليفها الروسي، والذي تمحور بالخصوص حول الاصطدام بين قوات فاغنر وحركة أزواد والذي أسفر هجومها على سقوط ضحايا من قوات فاغنر الشيء الذي لم تستسغه روسيا التي ترى في ذلك انحرافات عن علاقات التحالف التقليدية التي تجمع بين البلدين طيلة عقود".

وأضاف شقير في حديث لـ"الصحيفة"، أن تصريح تبون يأتي أيضا "مباشرة بعد التباين الحاد بين وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، والمتحدث بإسم الحكومة الانتقالية المالية العقيد عبد الله مايغا، الذي اتهم الجزائر بمساندة حركة الأزواد بكلمات اعتبرها عطاف غير لائقة".

كما اعتبر شقير أن تصريح تبون الدبلوماسي "لا يمكن أن يخفي التوتر في  العلاقات بين البلدين والذي ظهر من خلال رفض روسيا  انضمام الجزائرر لمنظمة البريكس، والتحركات العسكرية الأخيرة لحفتر الموالي لروسيا على الحدود الجزائررية، خاصة بعدما لاحظت روسيا ميل النظام الجزائري إلى المعسكر الغربي، سواء من خلال تزويد إيطاليا بالنفط أو من خلال استقبال مسؤولين أمريكيين بالجزائر في ظل مساندة الغرب بزعامة الولايات المتحدة، لأوكرانيا في حربها ضد روسيا والتي أظهرت فيه الجزائر برودا في مساندة الموقف الروسي في المنتظم الأممي".

هذا، وتشهد العلاقات الجزائرية مع عدد من بلدان الساحل، توترا ملحوظا، وقد تفجر هذا التوتر بشكل أكبر مع دولة مالي المدعومة حاليا من طرف روسيا، حيث وصلت الأزمة السياسية القائمة بين الجزائر وباماكو إلى ردهات الأمم المتحدة، بعد دخول ممثلي دبلوماسية البلدين في مواجهات كلامية على منبر الجمعية العامة بنيويورك.

وتتهم مالي الجزائر بدعم حركات انفصالية في شمالي البلاد ضد النظام الحاكم، في حين تتهم الجزائر مالي باستهداف ما تسميه بالمدنيين على مقربة من حدودها الجنوبية بطائرات الدرون، كما سبق أن انتقدت تواجد مجموعة فاغنر الروسية في دول الساحل، وهو ما خلق نوعا من التوتر الصامت بين الجزائر وروسيا.

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...