شاطئ "لكزيرة" بمير اللفت.. هبة الله واللوحة الطبيعية التي نحتتها مياه الأطلسي جنوب المغرب

إن كنت تريد الابتعاد قليلا عن الوجهات الشهيرة والمزدحمة بشكل كبير، والبحث عن مكان يوفر لك الماء والخضرة، فشاطئ الكزيرة هو الوجهة المثلى ولا شك.

شاطئ الكزيرة هو هبة الله لجماعة مير اللفت بإقليم سيدي إفني، وهو يجمع بين الطبيعة الشاطئية والجبلية، ويتركك ترتاح في مير اللفت وسط عبق القصبات التاريخية.

يتواجد شاطئ لكزيرة، الذي يعود سر تسميته إلى صخرة ضخمة داخل الشاطئ على شكل جزيرة نحتتها مياه الأطلسي، على بعد حوالي 10 كيلومترات شمال مدينة سيدي إفني على الطريق الساحلية، بينما يبعد عن مدينة تيزنيت بحوالي 65 كيلومترا، وعن أكادير بحوالي 200 كيلومترا تقريبا.

صَنفت صحيفة "هافنغتون بوست" شاطئ الكزيرة، سنة 2016، كواحد من أفضل 40 شاطئا في العالم، محتلا بذلك المركز 29، ومتقدما على شواطئ من أستراليا والبرازيل وفرنسا وأمريكا. وقد اعتمد التصنيف على جمالية البحر والمناظر الطبيعية  المتواجدة بالمنطقة خصوصا. كما صنف الشاطئ سنة 2018 من طرف شركة Flight Network، وهي أكبر موقع سفر في كندا، ضمن أفضل 50 شاطئا في العالم. 

اشتهر الشاطئ بأقواسه الصخرية الطبيعية الضخمة التي نحتتها مياه البحر على مدار سنين طويلة على الجبال المحادية للشاطئ، فجعلت منها حركات المد والجزر ممرات طبيعية أعطت لهذا الشاطئ طابعا وسحرا خاصا به..

الوصول إلى شاطئ الكزيرة

يتواجد شاطئ الكزيرة في النفوذ الترابي لجماعة "تيوغزة" القروية، بطول يبلغ 1,5 كيلومترات، ويمكن الوصول إليه انطلاقا من جماعة سيدي إفني عن طريق الطريق الساحلية بواسطة السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة المشتغلة على هذا الخط.

إن كنت من عشاق المغامرات الخفيفة، فإن الوصول إلى شاطئ الكزيرة يمنحك هذه الفرصة بمجرد وصولك، حيث ينبغي عليك أن تنزل عبر سلالم طويلة منحدرة.

وعندما تصل إلى الشاطئ وتتكسر أمواجه قرب قدميك ستدرك جيدا لماذا أصبح، في السنوات الأخيرة خصوصا،  قِبلة لكُبريات شركات الإشهار العالمية ومنتجي الأفلام ومحترفي التصوير الفوتوغرافي وهواة المناظر الطبيعية عموما.

بالنسبة للإقامة، تتوفر المنطقة على بعض الفنادق الصغيرة والشقق المفروشة المعدة لكراء العطل، وأسعارها بشكل عام مناسبة، حتى في أوقات الذروة. كما يمكنكم اختيار الإقامة في سيدي إفني أو مير اللفت، والتوجه بشكل يومي إلى الشاطئ دون صعوبات تذكر، نظرا لتوفر المواصلات بين المكانين.

أكل ومغامرة على بعد أمتار قليلة من أمواج البحر

تتوفر بشاطئ لكزيرة مجموعة من المقاهي والمطاعم المحلية على بعد أمتار قليلة من أمواج البحر، حيث يمكنك تذوق أطباق السمك المحلية وعبق هواء البحر يصل رئتيك وينعش الروح والنفس معا.

أما أجواء المغامرة فتبتدأ من إمكانية كراء الدراجات الرباعية للسير بها على رمال الشاطئ، أو حتى ركوب الأمواج ولم لا تجربة القفز  بالمظلات، بما فيها من متعة ومغامرة وأدرينالين يفوق الوصف !

قصبات تاريخية

بعد نهاية يوم متعب وجميل رغم كل شيء، يمكنك أن تعود إلى جماعة مير اللفت، إن كنت اقد اخترت الإقامة بها، لتكتشف أيضا عالما آخر من تاريخ مضى، ومن قصبات شاهدة على أزمنة غابرة. فهناك يمكنك زيارة قصبة ميرلفت العسكرية التي كانت تابعة للاستعمار الفرنسي ذات الهندسة الفريدة.

وقد كان الأمر في الحقيقة، في بدايته، يتعلق بقصبتين بُنيتا في مكان استراتيجي أعلى أدرار ميرلفت وهو الجبل المطل على ميرلفت، وذلك سنة 1935. وقد كانت هذه القصبة العسكرية مخصصة لسكن الجنود وللحراسة في نفس الوقت، بينما القصبة الإدارية فهي أصغر مساحة منها، وكان يقيم بها القادة والمسيرون.

مهرجان شتوي

بعد أن تقضي صيفا ماتعا بشاطئ الكزيرة، ربما تبحث قليلا عن غذاء للروح أو متعة للعين من خلال نشاط ثقافي وفني. وبهذا الخصوص، تمنحك مير اللفت فرصة في شهر نونبر لحضور المهرجان الدولي للسينما والبحر.

وهو حدث سينمائي يعمل على إبراز الدور الأساسي لصناعة السينما، في تعزيز الوعي الإيكولوجي، وتوفير منصة فريدة  لعرض الإنتاجات السينمائية المخصصة للبحر، وقضايا البيئة.

 ويجمع المهرجان بين صناع السينما وعشاق البحر، من جميع أنحاء العالم، لإستكشاف هذه القضايا الهامة من خلال الفن السابع، و مختلف الأنشطة  المرتبطة بالبحر كفضاء إيكولوجي و إقتصادي وثقافي وروحي.

ويمكنك كزائر أن تكتشف الكثير من الجمال بالمنطقة وطبيعتها العذراء في نفس الوقت، مستغلا الفترة الشتوية بكل سكينتها وهدوئها. غير أنه وفي انتظار فصل الشتاء الممطر، يمكنك أن تجرب قضاء عطلتك الصيفية في شاطئ لكزيرة. أحد أجمل أفضل 40 شاطئا في العالم..