السلطات الإسبانية تفتح تحقيقا رسميا في اختطاف المعارض الجزائري هشام عبود
أصبحت قضية المعارض الجزائري المقيم في فرنسا، هشام عبود، قضية رأي عام في إسبانيا، نتيجة وجود مؤشرات تشي بأن هذا البلد الأوروبي كاد أن يعيش نسخة ثانية من "قضية خاشقجي"، وهو الأمر الذي ستُفصح عنه نتائج التحقيق التي أعلنت السلطات الإسبانية بشكل رسمي فتحه بمجرد العثور عليه في إشبيلية، في وضع صحي سيء، حيث أكد أنه تعرض للاختطاف.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية EFE عن الحرس المدني، أنه فتح تحقيقا رسميا في قضية هشام عبود، الذي وصفته بأنه "معارض جزائري وكاتب يعيش منفيا في فرنسا"، موردة أن الجهاز الأمني الذي عثر عليه بمنطقة "لابريخا" في إشبيلية مُحتجزا لدى عصابة تحترف تهريب المخدرات "يواصل تحقيقاته لتوضيح جميع جوانب القضية".
ولا يزال الغموض يكتنف الكثير من جوانب القضية، إلا أن المؤكد إلى حدود الساعة هو أن عبود صرح، فور العثور عليه، أنه تعرض للاختطاف في برشلونة بإقليم كاتالونيا، في أقصى شمال البلاد، قبل نقلهِ إلى إشبيلية بإقليم الأندلس، في أقصى جنوب إسبانيا، بينما أورد محاميه أن المرجح هو أن اختطافه تم يوم 17 أكتوبر فور وصوله إلى مطار "إلبرات" قادما من العاصمة البلجيكية بروكسيل.
وحسب الرواية الرسمية الإسبانية المتداولة إلى حدود الآن، فإن العثور على عبود "لم يكن مخططا له"، فقد كانت عناصر الحرس المدني الإسباني تطارد قاربا مشبوها في نهر "الوادي الكبير"، الذي قادها إلى مكان يجري فيه تفريغ شحنة للمخدرات، وهناك ألقت القبض على اثنين من أفراد العصابة في حين تمكن آخرون من الفرار، لكنها أيضا عثرت على عبود مكبلا وفي وضع صحي سيء.
وكان محمد راضي الليلي، الإعلامي الموالي لجبهة "البوليساريو" الانفصالية والمقرب من السلطات الجزائرية، والذي أعلن في فيديو مباشر عبر منصته للتواصل الاجتماعي بأن عبود تم "ترحيله" من فرنسا إلى الجزائر.
والظاهر أن راضي الليلي، "تسرع" في الإعلان عن الانتهاء من عملية اختطاف ونقل عبود إلى الجزائر، من خلال بث ما أسماه "خبرا حصريا"، عبر فيه عن التشفي في الناشط الجزائري المعارض باعتباره "عميلا للمخزن"، ولكونه "يهاجم الجزائر والقضية الصحراوية"، على حد تعبيره.
وتتحدث معطيات أخرى حصلت عليها "الصحيفة" عن أن خط السير الذي كان محددا لعبود، هو بالفعل ما تحدث عنه راضي الليلي، إذ جرى اختطافه في برشلونة، ومنها نُقل إلى إقليم الأندلس، على أن يتم بعد ذلك نقله إلى الجزائر مكبلا عن طريق البحر على طريقة الهجرة غير الشرعية، إلا أن هذا المسار توقف في إشبيلية.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :