الصحافة الفرنسية: زيارة ماكرون إلى المغرب تأتي بعد 3 سنوات من الخلافات والتوترات الديبلوماسية.. وعلاقات باريس بالجزائر دخلت مرحلة الاضطراب
أعلن المغرب بشكل رسمي، عبر بلاغ صادر عن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، عن موعد الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى الرباط، حيث كشف أن الزيارة ستمتد 3 أيام، من يوم الاثنين 28 أكتوبر الجاري إلى غاية الـ30 منه.
وأشار البلاغ إلى أن الرئيس الفرنسي سيكون مرفوقا بزوجته بريجيت ماكرون، وأن هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من الملك محمد السادس، "تعكس عمق العلاقات الثنائية، القائمة على شراكة راسخة وقوية، بفضل الإرادة المشتركة لقائدي البلدين لتوطيد الروابط المتعددة الأبعاد التي تجمع البلدين".
وفور الإعلان الرسمي عن موعد هذه الزيارة، تفاعلت الصحافة الفرنسية على نطاق واسع مع الموضوع، حيث أشارت كل من "لوموند" ووكالة الأنباء الفرنسية "AFP" إلى أن هذه الزيارة ستكون هي الأولى لماكرون إلى المغرب منذ آخر زيارة قام بها إلى المملكة في فبراير 2018.
وأضافت المصادر نفسها، أن هذه الزيارة تأتي أيضا بعد 3 سنوات من الخلافات والتوترات الدبلوماسية بين الرباط وباريس، بسبب عدد من القضايا، كالهجرة والتأشيرات، إضافة إلى أبرز قضية، وهي قضية الصحراء المغربية، التي كان لتأخر فرنسا في إعلان موقفها الداعم للمغرب سببا في استمرار الأزمة.
وقالت لوموند في هذا السياق، إن المغرب كان ينتظر بشكل كبير موقف فرنسا الداعم لسيادته على إقليم الصحراء، ولا سيما بعد الخطوة الكبيرة في هذا الإطار من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت قد أعلنت عن الاعتراف بالسيادة المغربية الكاملة على الصحراء في سنة 2020.
وأشار المصدر نفسه إلى أن هذا الموقف الذي أعلنت عنه فرنسا بشأن قضية الصحراء، أثار غضب الجزائر، ودفع الأخيرة إلى سحب سفيرها من باريس، ليعيد الاضطرابات إلى العلاقات الثنائية بين الطرفين، وهو ما يُتوقع أن يزداد بعد زيارة ماكرون إلى المغرب ابتداء من يوم الاثنين المقبل.
جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، كان قد وجه في 30 يوليوز الماضي، رسالة إلى الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتوليه عرش المملكة المغربية، وأعلن فيها بشكل رسمي عن موقف فرنسا الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، عن طريق مساندة مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لحل النزاع.
وتسبب هذا الموقف في غضب جزائري كبير، وأقدمت على سحب سفيرها من أجل تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع باريس، وتوعدت باتخاذ إجراءات "عقابية" تُجاه فرنسا، لكن الكثير من المحللين والخبراء مما تحدثوا لـ"الصحيفة"، استبعدوا أن تُقدم الجزائر على اتخاذ إجراءات ضد باريس بالنظر إلى الروابط الكثيرة التي تربط البلدين، وعدم توفر الجزائر على شركاء يُمكن أن تعوضه بهم علاقاتها مع فرنسا.