مشاريع الملاعب المونديالية بين يدي وزير الرياضة.. هل وقعت حكومة أخنوش الثانية في "تضارب المصالح" منذ بدايتها؟
يُعيد تعيين محمد سعد برادة، وزيرا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وضع التجربة الحكومية التي يقودها عزيز أخنوش، في مرمى شبهات "تضارب المصالح"، إذ إن الرجل الذي اختير لتدبير الشأن الرياضي المغربي، مُستفيد بشكل مباشر من مشاريع الملاعب والبنى التحتية المرتبطة بتنظيم المغرب كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
وأثار تعيين برادة العديد من علامات الاستفهام بسبب توليه قطاع التعليم دون أن تكون له أي تجربة سابقة فيه، باعتبار مساره المهني يرتبط بكونه رجل أعمال يقود شركة "ميشوك" لصناعة المصاصات والبسكويت، وعضوا في المجلس الإداري لشركة "أفريقيا غاز" التابعة لهولدينغ "آكوا" المملوك لعائلة أخنوش، لكن توليه حقيبة الرياضة يثير بدوره العديد من التساؤلات، باعتباره عضوا في شركة TGCC العقارية.
وبالعودة إلى الموقع الرسمي للشركة التي يُمثل شعارها اختصارا لاسمها الكامل "الأشغال العامة للبناء بالدار البيضاء"، نجد أن محمد سعد برادة عضوٌ في مجلس الإدارة الذي يُحدد ويوجه الأنشطة والتوجهات الاستراتيجية للمجموعة، ويعمل على تحقيق الأهداف المحددة على الصعيدين الوطني والدولي، كما يضمن أن تكون القرارات المتخذة من قبل الإدارة متوافقة مع مصالح المساهمين.
في الموقع الرسمي للشركة دائما، نجد أن TGCC، وفي قائمة المشاريع المستقبلية، تتحدث عن أنها ستتولى مشروع توسيع الملعب الكبير لمدينة فاس، وهو أحد الملاعب المرشحة لاحتضان "كان 2025" ثم "مونديال 2030"، وذلك لفائدة صاحب المشروع الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة.
وملعب فاس هو منشأة رياضية تقع تحت مسؤولية للشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية SONARGES، التابعة للسلطة الحكومية المكلفة بقطاع الرياضة، وهي في هذه الحالة وزارة التربية الوطنية والشباب والرياضة، وهو ما يعني أن برادة عضو في شركة البناء التي ستتولى أشغال منشأة عمومية تابعة لوزارته.
لكن هناك أيضا مشاريع أخرى ستتولاها شركة TGCC في إطار استعدادات المغرب لاحتضان كأس إفريقيا وكأس العالم، رغم كونها غير مدرجة في موقعها الرسمي، إذ في فبراير من السنة الجارية، ظفرت الشركة بعقد قيمته قاربت 50 مليون درهم، يهم التهيئة الداخلية لملعب مراكش الكبير، وهو أيضا أحد الملاعب التابعة لشركة SONARGES.
والثابت أن الشركة استفادت أيضا من مشاريع البنيات التحتية في قطاع النقل، في إطار استعداد المغرب لاحتضان مونديال 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، إذ أصبحت واحدة من بين الشركات التي ستتولى تنفيذ أعمال الهندسة المدنية في مشروع خط القطار فائق السرعة بين القنطرة ومراكش، إذ ظفرت، في شتنبر الماضي، بصفقة مقطع برشيد – سطات، على طول 51 كيلومترا، بقية 2,8 ملايير درهم.