طيلة 14 عاما من توليه حقيبة الفلاحة، كان عزيز أخنوش المسؤول الأول عن مخطط المغرب الأخضر، وسُخرت له جميع الإمكانيات المادية واللوجيستية لإنجاحه، بما يجعله المتحمِّل الرئيسي لنتائجه.
وبعد وصوله إلى رئاسة الحكومة، يُصر أخنوش على تقديم هذا المخطط العشاري، على أنه "فتح مبين" في المجال الزراعي، متجاهلا خلاصات التقارير الرسمية والمتخصصة التي تجمع على أنه راكم العديد من السلبيات، بعضها يصل لدرجة "الكارثة".
في عدد شهر نونبر 2024 من "الصحيفة" الورقية، نضع هذا المخطط تحت المجهر، مستعينين بالأرقام والمعطيات وبالنتائج الملموسة، حتى نفهم لماذا ما زال المغرب يعاني من غلاء أسعار المواد الغذائية ومن الخصاص في تزويد السوق المحلية ومن تبعات استنزاف المقدرات المائية.
وبشكل موضوعي، واستنادا إلى معلومات صادرة عن مؤسسات الدولة وعن مسؤولين حكوميين، نجري جردا شاملا يضع تصريحات أخنوش في كفة، والواقع المُعاش في كفة أخرى، حتى نستطيع أن نرى أيهما الأرجح.
وفي العدد نفسه، نعود إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، ولقائه بالملك محمد السادس، لنقف على التحول الجذري في طبيعة السياسة الخارجية للمملكة تجاه "المستعمر السابق"، ونفهم كيف استطاعت الرباط جني العديد من النقاط في باريس لفائدة ملف الصحراء، ارتكازا على منطق الندية والمساواة في السيادة.
وضمن العدد أيضا، وبمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، نسبر أغوار فكرة الملك الراحل الحسن الثاني، التي أعادت للمملكة جزءا شاسعا من أراضيها دون أن تضطر لتحريك الجيش في مواجهة المستعمر الإسباني، ونكشف جوانب خفية من أرشيف نادر، لمحادثات ومسارات سابقة أو لاحقة لساعة الصفر.