بعدما أجلته إدارة بايدن لـ4 سنوات.. عودة ترامب إلى البيت الأبيض تُقرب افتتاح القنصلية الأمريكية في الصحراء
يستعد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، للعودة إلى البيت الأبيض لقضاء ولايته الثانية التي تأخرت 4 سنوات، بعدما خسر المعركة الانتخابية أمام الرئيس جو بايدن، قبل 4 سنوات، وهو الأمر الذي يشي بإنهاء الإدارة الأمريكية تردد هذا الأخير بخصوص تنزيل الاتفاق مع المغرب بخصوص افتتاح قنصلية عامة أمريكية في مدينة الداخلة.
وأعلن ترامب، بتاريخ 10 دجنبر 2020، أنه أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء.
وجاء في بلاغ للديوان الملكي المغربي "وفي هذا السياق، وكأول تجسيد لهذه الخطوة السيادية الهامة، قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية".
ووفق ما جاء في الإعلان المشترك، الذي نشرته الإدارة الأمريكية تاريخ 22 دجنبر 2020، إثر الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي، فإن الولايات المتحدة "تعترف بالسيادة المغربية على كامل إقليم الصحراء الغربية، وتجدد دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والواقعي وذو المصداقية، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول جهة الصحراء الغربية".
وأورد البلاغ "تيسيراً للعمل من أجل بلوغ هذه الغاية، ستشجع الولايات المتحدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في إقليم الصحراء الغربية، وستقوم، لهذا الغرض، بفتح قنصلية في جهة الصحراء الغربية، في مدينة الداخلة، من أجل تعزيز الفرص الاقتصادية والاستثمارية لفائدة المنطقة".
وكانت إدارة الرئيس ترامب قد عملت، في أواخر ولايته الأولى، على تنزيل الافاق مع المغرب بشكل كامل، ووفق بلاغ منشور إلى الآن في الموقع الرسمي للسفارات الأمريكية بالخارج، تاريخ 10 يناير 2021، أي قبل مغادرة ترامب للبيت الأبيض بـ10 أيام، فإن الإعداد للنشاط القنصلي الأمريكي في الصحراء بدأ بالفعل.
وجاء في الوثيقة أن السفير دافيد فيشر "توجه لمدينة الداخلة لإعطاء الانطلاقة للعملية الرسمية لافتتاح قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية وللتعبير عن التزام الولايات المتحدة لدعم التنمية الاقتصادية بالمنطقة"، مضيفة "وبهذا أصبح السفير فيشر أول سفير أمريكي يقوم بزيارة الصحراء المغربية".
وقال السفير السابق فيشر حينها "إن زيارتنا اليوم لمدينة الداخلة تعتبر حدثا تاريخيا إضافيا يميز الصداقة ما بين المملكة المغربية والولايات المتحدة التي تمتد على مدى مائتي سنة"، وتابع "إنه لشرف عظيم لي أن أقوم بزيارة هذه المنطقة من المغرب الباهرة الجمال والبالغة الأهمية، والشروع في عملية تأسيس تواجد دبلوماسي أمريكي هنا".
وكان الأمر يتعلق بمركز للتواجد الافتراضي، يوفر معلومات حول الخدمات القنصلية إلى جانب إعلانات الحكومة الأمريكية بشأن البرامج الجديدة التي تهدف إلى تعزيز الاستثمارات الاقتصادية والتجارية بالمنطقة، و"يسمح للحكومة الأمريكية بأخذ الوقت المطلوب لتلبية المتطلبات التنظيمية والأمنية المتعلقة بافتتاح قنصلية جديدة".
وأعلن السفير وقتها أن بلاده ستشرع في تحديد موقع ملائم للقنصلية الجديدة، وأضاف "سيسمح افتتاح القنصلية الجديدة للولايات المتحدة بالاستفادة بشكل أفضل من موقع المغرب الاستراتيجي كقطب للتجارة بكل من إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وسيسمح ذلك على الخصوص بدعم وتشجيع مشاريع الاستثمار والتنمية التي ستحقق فوائد ملموسة للمنطقة".
غير أن إدارة بايدن، ورغم إعلانها بشكل صريح، على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وحتى عبر سفيرة واشنطن في الجزائر إليزابيث مور أوبين، أن الولايات المتحدة الأمريكية مستمرة في اعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء، إلا أنها تفادت الحديث عن مصير مشروع القنصلية الأمريكية في الداخلة، الأمر الذي يُنتظر أن يصبح واقعا عند وصول إدارة ترامب الجديدة.