احتجاجات طلبة الطب في الجزائر تتصاعد مع دخولها الأسبوع الثالث من رفع مطالبهم في "تكوين أفضل"
دخلت احتجاجات طلبة الطب في الجزائر أسبوعها الثالث دون أن تكون هناك بوادر حلٍ لمطالبهم رغم الاجتماعات العديدة التي أجريت بين ممثلين عن الطلبة والمسؤولين الجزائريين.
ومنذ شهر اكتوبر الماضي، يخوض طلبة العلوم الطبية احتجاجات متوالية بالرغم من محاولة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري كمال بداري محاولة فتح قنوات التواصل مع الطلبة إلا أن مطالبهم تفوق ما يقترحه وفق تصريحات المحتجين.
وتشهد مختلف كليات الطب في الجزائر احتجاجات ومقاطعة الدراسة للأسبوع التالث على التوالي حيث يرفض طلبة الطب العام، وطب أسنان، والصيدلة، العودة إلى مدرجات الدراسة قبل تلبية مطالبهم بالرغم من محاولة "تخوينهم" واتهامهم بتنفيذ "أجندات أجنبية" تضر بصورة البلاد، وفق تصريحات إعلامية في الموضوع.
ومن مطالب طلبة الطب في الجزائر قيمة المنحة والتربصات الميدانية في الوسط المهني (المستشفيات الجامعية) لفائدة طلبة العلوم الطبية في السنة الأخيرة من مسارهم الدراسي، فضلا عن اقتناء محفظة المستلزمات البيداغوجية لطلبة طب الأسنان المسجلين في السنة الثالثة من أجل تمكينهم من التكوين والتطبيق الأمثل للتخصص. وفق ما نشرته وسائل الإعلام.
في ذات السياق، أكد الجمعي الفاروق، ممثل دفعة السنة الخامسة بكلية طب العاصمة في الاجتماعات الوزارية، في تصريحات للإعلام الجزائري، "بأن الطلبة لم يتحصلوا على أي نتيجة ملموسة في أرض الواقع لحد الساعة وهو ما جعلهم يواصلون الاحتجاج إلى غاية الآن، مشيرا بالقول: "وضعنا مطالبنا كلها في يد وزارة التعليم العالي، ونحن متمسكون بتلبية المطالب الاستعجالية أولا كشرط لعودتنا لمقاعد الدراسة".
وأضاف الطالب في تصريح لصحيفة "الشروق" الجزائرية" إنه "يمكن تطبيق هذه المطالب الاستعجالية الخاصة برفع التجميد عن التحقق من الشهادة ورفع منحة الطلبة وتسقيف عدد الملتحقين بالتخصّصات الطبية في القريب العاجل". وأردف المتحدث وفق نفس المصدر: "نحن واعون بأن هناك مطالب تحتاج وقتا ولكننا نتمسّك بتطبيق فعلي للمطالب المستعجلة بإصدار مراسيم وقرارات وزارية تنفيذا لما ورد في الاجتماعات".
وشدّد ممثل الطلبة على أن أهم مطلب لهم يكمن في الإفراج عن آلية التحقق من الشهادة والتي تكتسي أهمية بالغة في مسار طالب الطب من خلال القيام بالتربصات في الخارج، موضّحا بأن هذا المطلب لا علاقة له بالأطباء الذين يريدون الهجرة للخارج وإنما يخص مستقبل الطلبة وتكوينهم، وهو ما له فائدة أولى لخدمة المريض وتحسين نوعية التكوين بدرجة أولى.
كما أشار لنفص الصحيفة إلى أن كل مطالب الطلبة تصب جميعها في سبيل الرفع من نوعية التكوين لدى طلبة الطب، ولدى المختصين والأطباء العامين، قائلا: "طالبنا بزيادة عدد المراكز التكوينية من مستشفيات عمومية وجامعية، والحد من العدد الهائل لطلبة الطب المقبولين في التخصّصات الطبية، ووضع إستراتيجية للتوظيف مع وزارة الصحة للقضاء على أزمة الأطباء البطالين الذين وصل عددهم لرقم مخيف"، بالإضافة إلى مطلب رفع مناصب الأطباء المتخصّصين كل سنة بسبب النقص الفادح في كل ربوع الوطن، وتوفير الإمكانات للتربص وفتح المستشفيات الجامعية في الجنوب.