مزدادة في سيدي سليمان.. استقالة كاتبة دولة في الحكومة الهولندية تُدخل الائتلاف الحاكم أزمةً بعد تصريحات عنصرية ضد المغاربة
تسببت كاتبة الدولة المكلفة بالضرائب والجمارك، ونائبة وزير المالية في الحكومة الهولندية، نورا أشهبار، ذات الأصل المغربي، في "زلزال سياسي" كاد يعصف بالائتلاف الحكومي الذي لم يمضِ على توليه مقاليد السلطة سوى 3 أشهر ونصف، وذلك بعدما قدمت استقالتها احتجاجا على تصريحات عنصرية ضد الجالية المغربية صادرة عن وزراء في الحكومة نفسها.
وأكد رئيس الوزراء الهولندي اليميني (مستقل)، ديك شوف، اليوم السبت، استمرار الائتلاف الحكومي بعد اجتماعات ماراثونية بين أحزاب الائتلاف الحكومي الأربعة، بما يشمل حزب "العقد الاجتماعي الجديد"، المحسوب على يمين الوسط، والذي تنتمي إليه أشهبار، والذي يتوفر على 20 نائبا من أصل 150 في البرلمان الهولندي.
وأنقذت المفاوضات الائتلاف الحاكم من الانهيار، وبالتالي إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، حيث سادت مخاوف من انسحاب حزب العقد الاجتماعي الجديد، والذي يعني حسابيا فقدان الحكومة لأغلبيتها، في ظل تزايد دعوات أفراد الجالية المغربية المقيمة في هولندا، والهولنديين من أصل مغربي، للخروج إلى الشوارع للاحتجاج.
استقالة أشهبار، المزدادة سنة 1982 بمدينة سيدي سليمان المغربية، أتى إثر اجتماع للمجلس الحكومي يوم الاثنين الماضي، والذي ناقش المواجهات التي حدثت بين سكان أمستردام، وأغلبهم من أصل مغربي، ومشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، حيث ردد بعض زملائها في الحكومة عبارات رأى أنها "عنصرية" ضد المغاربة وباقي الجاليات.
وأعلنت أشهبار الاستقالة بشكل رسمي يوم أمس الجمعة، بعدما ألقى زملاؤها اللوم في تلك الأحداث على "المغاربة والعرب"، في حين صرح خيرت فيلدرز، زعيم حزب "من أجل الحرية" اليميني المتطرف، متصدر الائتلاف الحكومي بـ37 مقعدا في مجلس النواب، أن "جميع من هاجموا الإسرائيليين مسلمون، وأغلبهم مغاربة".
ونورا أشهبار قاضية معروفة في هولندا، وسبق أن شغلت منصب المدعي العام في مدينة لاهاي، وتحظى بشعبية كبيرة في أوساط الجالية المغربية، التي عقد ممثلوها اجتماعا في أمستردام يوم أمس الجمعة، للتداول في طرق الاحتجاج على ما اعتبروه "استهدافا لذوي الأصل المغربي ولباقي الجالية المقيمة في هولندا".
وكانت فيديوهات قد وثقت، قبل أيام، مشاركة أشخاص يتحدثون باللهجة المغربية في مواجهات مع الجماهير الإسرائيلية في أمستردام، إثر مباراة في الدوري الأوروبي لكرة القدم بين أجاكس ومكابي تل أبيب، وذلك بعدما قام مناصرو هذا الأخير بترديد عبارات عنصرية ضد العرب وأخرى داعمة للحرب على غزة، كما قاموا بتمزيق أعلام فلسطين.